أطلق عدد من الطلبة المغاربة بمعية زملائهم العرب في كلية الطب بجامعات أوكرانيا نداء استغاثة إلى السلطات الأوكرانية وسلطات بلدانهم مطالبين إياها بالتدخّل السريع لحل أزمتهم بسبب انتشار فيروس كورونا.
و أكّد الطلبة المغاربة في فيديو نشروه على موقع التواصل فيسبوك أنّهم يمرّون بفترة عصيبة بسبب إرغامهم على اجتياز الامتحان المسمى كروك وذلك داخل قاعات الدرس دون توفير الحماية الصحيّة والوقاية اللازمتين من فيروس كورونا.
ويذكر الطلبة أن عدم التزام المجتمع الأوكراني بالحجر الصحّي قد يتسبب في تفاقم الوضع الصحّي في البلاد وهو ما يهدد سلامتهم إذا ما تنقلوا إلى الكليات لإجتياز إمتحان المزاولة والذي يذكر أنه غير ذي نفع لا في المغرب أو في أي من البلدان العربية حيث لا تأخذ به السلطات بل يتحتم على مواطنيها اجتياز إمتحان خاص لمزاولة المهنة في البلد.
“بسبب الحجر الصحي لم يعد بإمكان والدينا إرسال نقود تكلفة الدراسة ولا نقود العيش اليومي“، يقول أحدهم.
ويضيف آخر قائلا أنه “بسبب الحجر الصحي فإن أغلب الأباء قد فقدوا عملهم أو أنهم في ضائقة مالية بسبب عدم ممارستهم لمهامهم“.. والأدهى من ذلك، يشدد طالب آخر، أنه حتى أولئك الأباء المقتدرين لم يتمكنوا من إرسال النقود لأبنائهم نظرا للحجر الصحي الذي أرغم البنوك ووكالات إرسال الأموال بإغلاق أبوابها إلى حين تجاوز الأزمة“.
ولهذا السبب يطالب الطلبة المغاربة بمعية باقي الطلاب العرب السلطات الأوكرانية ويناشدون الرئيس فلديمير زيلنسكي إما بالعمل على إلغاء الأمتحان –الغير صالح في بلدهم– أو تأجيله أو اجتيازه إفتراضيا عبر الإنترنت كما هو معمول به في باقي دول اوروبا والعالم.
ويقول بلاغ لتجمع الطلاب الأجانب بأكرانيا، أنه “بسبب ازدياد إصابات مرضى كورونا بين المواطنين الأوكرانيين وبعض الأجانب وارتفاع حالات الوفيات التي نأسف لها نتيجة الإستهتار وعدم جدية الإلتزام بمعايير الحجر الصحي، ولأن الأمن الصحي حق للجميع نحن تجمع الطلاب الخريجين من جميع الجاليات الأجنبية دفعة 2020 نرى أنه من حقنا ايضاً ان ننعَم بأدنى حقوقنا بالتخرج في الموعد المحدد حسب العقد المبروم مع جامعتنا كافة حيث نطالب بالإكتفاء بإمتحان الدولة عبر الإنترنت والذي قد حُدد تاريخه في معظم جامعتنا، مع العلم أن إمتحان الكروك غير مطلوب في بلداننا“.
هكذا، عبر الطلبة عن معانتهم علهم بهذه الخطوة أن يخففوا، حسب قولهم، من عبئهم عن الحكومة الأوكرانية ويساهمون في فتح المجال للأطباء لكي يتفرغو لأولوية المتابعة الميدانية الطبية اللازمة للمواطنين الأوكران، وفي نفس الحين للحفاظ على حياتهم والعودة إلى أوطانهم سالمين لخدمة بلدهم طبياً و لوجستياً بما هو مناسب.
وذهب أحد الطلبة إلى إبداء ملاحظة حول قرار وزارة الصحة بشأن إنهاء الخطوة الثانية من إمتحان كروك.
“خطر الإصابة بفيروس كورونا على طلاب السنة الثالثة هو نفسه بالنسبة لطلاب السنة الخامسة والسادسة، فلماذا يتم إجراء إمتحان الخطوة الأولى في سبتمبر في حين يبرمج إمتحان الخطوة الثانية في بداية يونيو؟“
“فعلا، لماذا تعرض الوزارة الطلاب لخطر الإصابة بالعدوى بتجميع هذا العدد الكبير من الطلاب تحت سقف واحد لقاعة مغلقة لإجراء اختبار، أصلا هم ليسوا في حاجة له لأن معظمهم مرغمين بإجتياز امتحانات معادلة في بلدانهم للحصول على رخصة المزاولة الطبية“، يقول أحد الطلبة.
وينهي تجمع الطلبة الأجانب أنهم يقدرون كل جهود أكرانيا وحسن ضيافتها الحارة ويشكرون البلد وسلطاته لإعطائهم الفرصة للحصول على شهادات عليا، غير أنهم نيابة عن جميع الطلبة يناشدون إنسانية وزارة الصحة وأعضاء البرلمان الذين يتحملون المسؤولية في إصدار مثل هذه القرارات ويقترحون عليها إلغاء إمتحان كروك 2 لهذا العام (2020) من أجل سلامة الطلاب الأجانب نظرا للوضع الصعب والضغط الكبير الذي يعانون منه ماديا وفكريا ونفسيا.