قامت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا بتهميش أي دور لاتحاد المغربي العربي في البحث عن حل للنزاع القائم في ليبيا وأساسا المغرب بعد حضور الجزائر واحتمال استدعاء تونس. ويحدث هذا في وقت يعد المغرب أحد رواد البحث عن الحل في قمة الصخيرات.
وتعيش ليبيا وضعا سياسيا صعبا منذ الربيع العربي الذي أنهى المرحلة الدكتاتورية لمعمر القذافي، ولم تنتقل الى الاستقرار السياسي مثل تونس بسبب المواجهات الداخلية بين حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا ومليشيات الجنرال حفتر. وهي المواجهات التي تغذيها التدخلات الأجنبية المتعددة والتي بلغت أوجهها خلال الشهور الأخيرة من طرف الإمارات العربية وروسيا وتركيا ومصر.
لكن المنعطف الكبير هو الذي حدث مع إعلان تركيا التدخل العسكري في ليبيا لدعم حكومة فايز سراج، وهو ما أدى الى قلب الموازين ومسارعة موسكو الى التفاهم مع أنقرة وأطراف دولية لحل النزاع.
وأعلنت برلين التي تحتضن المفاوضات عن الأطراف المشاركة وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة ومصر وبعض الدول الأوروبية علاوة على الأمم المتحدة. وجرى تهميش مطلق لدول المغرب العربي في البحث عن نزاع يخص منطقة المغرب العربي.
في هذا الصدد، لم يتم استدعاء تونس رغم أنها تمتلك حدودا مباشرة مع ليبيا وتتأثر بما يحدث في هذا البلد. وقد شددت حكومة الوفاق بزعامة فايز سرا على حضور تونس قمة برلين. وفي الوقت ذاته، جرى استدراك تهميش الجزائر ووجهت لها الدعوة الأحد الماضي لاسيما بعدما زارها وزراء تركيا ومصر وإيطاليا منذ بداية الشهر الجاري,
ويبقى تهميش المغرب مثير للغاية، فقد احتضن قمة الصخيرات منذ سنوات للبحث عن حل للنزاع الليبي، وهي القمة التي لقيت دعم المنتظم الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة. كما يأتي تهميش المغرب رغم أنه عضو في قمة 5+5 التي تضم دول المغرب العربي وجنوب أوروبا التي تبحث عن حلول للنزاعات ومنها ليبيا.