تفاجأت القيادة السعودية بغياب دعم عربي واضح في الحصار السياسي والإعلامي الذي تتعرض له بسبب ما يفترض تورط ولي العهد محمد بن سلمان في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، كما لا يتعاطف معها أغلبية الرأي العام العربي بل يعرب عن قرارات مناهضة لها في شبكات التواصل الاجتماعي.
ومنذ اغتيال الصحفي خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول يوم 2 أكتوبر الجاري، تتعرض العربية السعودية لضغط سياسي وإعلامي كبير من طرف الدول الغربية وأساسا الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هناك تلويح بعقوبات شديدة قد تشمل مبيعات الأسلحة.
ولا يثق العالم بالرواية السعودية التي تقول بتورط مسؤولين استخباراتيين كبار في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، وفي المقابل هناك إشارة واضحة إلى ولي العهد محمد بن سلمان.
في هذا الصدد، أعربت بعض الدول العربية عن تأييد محدود للإجراءات التي اتخذتها السعودية ومنها الإمارات العربية والبحرين ومصر، وامتنعت أخرى عن إبداء أي دعم للسعودية وعلى رأسها المغرب وتونس والجزائر.
وعلاوة على الدعم العربي المحدود، فقد مال معظم الرأي العام العربي الى اتخاذ مواقف مناهضة للعربية السعودية، وقد لعبت قناة التلفزيون الجزيرة دورا هاما في الترويج للمواقف المناهضة.
ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي التي رصدتها ألف بوست، هناك انتشار قوي لبعض الرسومات الساخرة من السعودية مثل شريط فيديو لمسابقة في قطع الخشب بالمنشار ويحمل تعليق “مسابقة لأحسن سفير سعودي”، في إشارة الى تقطيع جثة خاشقجي بالمنشار في القنصلية السعودية في اسطنبول.
في الوقت ذاته، انتشرت التعابير بكلمات قوية المضمون ضد السعودية وقيادييها والتي استهدفت أساسا محمد بن سلمان، ومن ضمن المناطق الجغرافية في العالم العربي التي تميزت بنقد شديد هناك منطقة المغرب العربي-الأمازيغي ثم في دول مثل سوريا والعراق.
ومن ضمن العوامل الرئيسية التي تقف وراء رأي عام عربي مضاد للسعودية هو ما يعتبرونه العجرفة السعودية ضد باقي العرب، وسوء المعاملة في الحج، ثم سوء معاملة اليد العاملة العربية في السعودية.
ويضاف الى كل هذا اتهام الرياض بقيادة الثورة المضادة للربيع العربي الى جانب الإمارات، وتوجد كتابات متعددة في هذا الشأن تنتقد دور الرياض في تمويل انقلاب السعودية والضغط على دول مثل تونس والمغرب لوقف الإصلاحات.
وقد فشل الاعلام السعودي، ورغم إمكانياته الضخمة مثل الشرق الأوسط وقناة العربية في خلق تعاطف مع السعودية خاصة بعدما حاول الترويج لفرضية مؤامرة غربية ضد الرياض، وهو ما جرى السخرية منه بحكم خدمة الرياض تاريخيا للأجندة الغربية.