شكّل موقف الصين من قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء بامتناعها عن التصويت مفاجأة حقيقية للمتتبعين وخاصة للدبلوماسية المغربية التي لم تتفهم بعد قرار بكين في وقت يجري فيه الحديث عن علاقات متميزة بين الطرفين.
وصوّت مجلس الأمن يوم الجمعة الماضية على قرار جديد حمل معطى جديد وهو عدم تمديد عمل قوات المينورسو سنة كاملة مثلما كان يجري عادة بل اقتصاره على ستة أشهر. ويبدو أن هذا القرار يرمي الى الضغط على الطرفين الرئيسيين المغرب وجبهة البوليساريو لبدء مفاوضات سياسية وتجنيب منطقة شمال إفريقيا التصعيد الحربي.
ولكن الجديد في القرار هو موقف الامتناع الذي تبنته ثلاث دول وهي: الصين وروسيا وإثيوبيا. ويأتي موقف الدول الثلاث في وقت كانت الرباط تأمل في تفهم أكبر لاسيما بعدما زار الملك محمد السادس خلال الثلاث سنوات هذه الدول وحاول تطوير العلاقات، لا ترقى الى تحالف بحكم قرب المغرب الى الغرب ولكن تحقيق تفاهم عميق.
وكان المغرب قد وقع سنة 2016 مع إثيوبيا اتفاقية بقيمة أربعة مليارات دولار لإنتاج الأسمدة، وهو مبلغ ضخم، لكن إثيوبيا فاجأت المغرب بهذا الموقف مثلما فاجأ مندوب الكويب في مجلس الأمن عندما تحدث عن تقرير مصير الصحراويين. ولم يكن قرار روسيا بالتحفظ والامتناع عن التصويت مفاجئا، فقد اتخذت الموقف نفسه منذ سنتين، وهي بالتالي تكرر موقف ليس بالجديد ولكن بالصعب على دبلوماسية الرباط.
وفي غضون ذلك، تبقى أكبر مفاجأة سلبية تلقتها الدبلوماسية المغربية هي انضمام الصين الى روسيا في الامتناع عن التصويت على القرار، وإذا كانت روسيا قد قدمت توضيحات لموقفها ومنها انتقاد تصرف مندوب الولايات المتحدة الذي حاول الانتقال الى التصويت بدون نقاش القرار، فقد التزمت الصين الصمت. وفي العمق، يعد الموقف الصيني غير ودي تجاه المغرب، لأن الامتناع وصيغة تجديد القرار ستة أشهر فقط بدل سنة لا يخدم المغرب نهائيا.
وكانت الصين تتبنى موقفا وسط في نزاع الصحراء، ولم تكن تتبنى أي موقف للضغط على المغرب أو جبهة البوليساريو بل في غالب الأحيان كانت تصوت مع الغالبية، وهذا ما فعلته منذ سنتين عندما امتنعت روسيا عن التصويت. لكن الوضع تغير الآن، وبدون شك يأتي هذا الموقف في إطار عودة الحرب الباردة بين الصين وروسيا في مواجهة الغرب والذي ينعكس الآن بقوة على ملف الصحراء.
الصين تفاجأ المغرب سلبا في مجلس الأمن بامتناعها عن التصويت على قرار الصحراء والانحياز لروسيا
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة