توفيت الإعلامية المغربية المتميزة مليكة مالك بعد معاناة طويلة مع المرض، ترحل بعدما بصمت اسمها في تاريخ الصحافة المغربية والعربية ببرامج سياسية حوارية ساهمت في الوعي السياسي المغربي قبل أن تعاني بسبب استقلاليتها في الدولة المغربية.
وفارقت مليكة مالك الحياة مساء الاثنين 7 مارس 2016 بعد مسيرة حافلة بالعطاء الاعلامي والثقافي، درست في الرباط الحقوق وانتقلت الى كندا لإتمام دراستها الجامعية وبعد عودتها، التحقت بالقناة الثانية “دوزيم” في وقت كان الملك الراحل الحسن الثاني يرغب في إنجاز التناوب الديمقراطي.
تألقت في برنامج في “الواجهة” الذي احتضن مفكرين من حجم عبد الله العروي وسياسيين من حجم امحمد بوستة. ويعتبر هذا البرنامج من المنعطفات الفكرية والسياسية الكبرى في المغرب لأنه ساهم في طرح ملفات شائكة وعمل على تقريب الرأي العام المغربي من قضايا حيوية وساهم في نقاش سياسي يعتبر ركيزة أساسية للغاية في مرحلة التناوب السياسي.
وتميزت مليكة مالك بنشاطها الجمعوي والثقافي من خلال مشاركتها في ندوات ومؤتمرات في ربوع الوطن، كما كانت نشيطة في مؤتمرات الصحفيين المغاربة والإسبان.
ومثل الكثير من الكفاءات، تعرضت مليكة مالك للضغط بسبب استقلاليتها، وغادرت القناة الثانية، وتبقى المفارقة الكبرى أن صحفية من حجم مليكة مالك تحمل لقب “سيدة الاعم المغربي” مثلها في دول ديمقراطية يحتلون مراكز عليا مثل مديرة قناة، لكنها في المغرب لم تجد فضاءا للعمل بسبب دفاعها عن استقلالية الاعلام.
ترحل مليكة مالك بعدما بصمت تاريخ الصحافة المغربية، ترحل وتترك حزنا وراءها، وكعنوان على حب الناس لها وخاصة الاعلاميين، فقد انتشرت تعابير الحزن في شبكات التواصل الاجتماعي ترثي إعلامية استثنائية رحلت في يوم استثنائي.