أعادت بنما الاعتراف بالدولة التي أعلنت عنها جبهة البوليسارية من طرف واحد، وذلك بعد سنة ونيف على سحب الاعتراف. ويأتي هذا الاعتراف ليبرز استمرار الصراع الدبلوماسي بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. وتلتزم الرباط الصمت حتى الآن بدون تعليق على القرار.
وأعلنت جبهة البوليساريو منتصف الأسبوع الجاري استئناف عمل سفيرها كممثل للدولة التي أعلنتها للعمل في العاصمة البنمية بعد عودة العلاقات الثنائية بعد انقطاع. وتبرز البوليساريو هذا الاعتراف من جديد بحكم رمزية بنما لكونها الأولى التي اعترفت بها كدولة في أمريكا اللاتينية.
وكانت بنما قد أعلنت خلال نوفمبر 2013 في بيان لها أن “الدولة البنمية دعمت بشكل مستمر الشعب الصحراوي في رغبته في تأسيس دولة مستقلة تماشيا مع احترام مبادئ السيادة والوحدة الترابية… ومع مرور الزمن وتماشيا مع مبادئ القانون الدولي لكي تتمكن مجموعة بشرية من إنشاء دولة مستقلة، ويعترف بها المنتظم الدولي، يحب أن تتوفر فيها العناصر الأساسية للتواجد مثل الأرض والساكنة والحكومة والاستقلال. وتعتبر حكومة بنما أن هذه العناصر لم يتم تعزيزها بعد إنشاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
ويبرز البيان في فقرة أخرى “نتيجة هذا الوضع، وتماشيا مع مبادئ القانون الدولي وممارسة لحقها السيادي، تقرر دولة بنما تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
وكان المغرب قد رحب بهذا القرار، وقرر وقتها فتح سفارة له في بنما، وجرى استقبال وفود بنمية رفيعة المستوى. وفتحت بنما سفارة لها في الرباط خلال أبريل 2015.
ووقع تطور جديد ابتداء من ديسمبر 2014، حيث أعلنت الخارجية البنمية عن نيتها إعادة النظر في قرار تعليقها الاعتراف بالبوليساريو مدولة، واستقبلت مسؤولين من الجبهة في الشهر نفسه.
وبعد مرور سنة، تقرر بنما إعادة اعتماد سفير البوليساريو. وهذا القرار يجر الى تساؤلين: الأولى: ما هي العوامل التي اعتمدتها بنما لإعادة الاعتراف بالبوليساريو كدولة، وهل انتفت عوامل السحب؟ والتساؤل الثاني حول قدرة دبلوماسية الرباط على مواجهة هذا التطور؟ وتلتزم دبلوماسية الدولة المغربية الصمت حول إعادة اعتراف بنما بالبوليساريو كدولة.