بدأت يومه الأربعاء في مخيمات تندوف أشغال مؤتمر جبهة البوليساريو الذي يتزامن مع تطورات هامة يعرفها نزاع الصحراء، ويشارك في المؤتمر عدد من الصحراويين القادمين من منطقة الصحراء المغربية.
ويعتبر هذا المؤتمر هو الرابع عشر منذ تأسيس هذه الجبهة التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء، وسبقت المؤتمر أشغال هيئت له من خلال ندوات. ويهتم المراقبون بنزاع الصحراء في متابعتهم للمؤتمر بشيئين رئيسين:
أولا: موقف البوليساريو من مفاوضات السلام والتلويح بالحرب، إذ يهدد منذ شهور بالحرب إذا فشلت مفاوضات السلام الحالية. برمجت الأمم المتحدة ست جولات من المفاوضات ولقاءات أخرى في الأمم المتحدة سنة 2016 وكأنها ترغب في التأثير على قرارات المؤتمر لكي لا يجنح نحو الحرب علاوة على رغبة كريستوفر روس التقدم في الملف قبل نهاية ولايته في متم السنة المقبلة.
وثانيا: هل سيستمر محمد عبد العزيز رئيسيا للجبهة أم سينسحب كا تعهد بذلك. وعلاقة بهذه النقطة، يوجد انقسام وسط البوليساريو، بين طرف يطالب ببقاءه لأن له تجربة راكمها قرابة أربع عقود. وبقاء محمد عبد العزيز ليس مستبعدا، ففي آخر المطاف العالم العربي، حيث المسؤولون يتشبثون بالكراسي بدعم من حاشية تستفيد من بقاءهم.
ويوجد طرف ثان يطالب برحيله ويرى في ذلك التمهيد لوصول جيل جديد من قيادة الجبهة، وفي الوقت ذاته. يرى هذا الطرف في بقاء محمد عبد العزيز إساءة الى صورة البوليساريو التي يبدو وكأنها أنجبت مسؤولا واحدا طيلة أربعة عقود.
ويعتبر البوليساريو أن الظروف التي ينعقد فيها المؤتمر الرابع عشر هي مواتية له من خلال ما يقوم بتأويله بنجاحات حققها في الأمم المتحدة وخاصة في الاتحاد الأوروبي بعد قرار المحكمة الأوروبية إلغاء اتفاقية التبادل الزراعي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
ومن جانب آخر، يشارك 60 صخراويا من العيون اسمارة والداخلة في المؤتمر، وقد توجهوا من مدن الصحراء نحو الجزائر ولاحقا نحو تندوف. وتتوقر جبهة البوليساريو على ممثلين لها في الصحراء المغربية ولهم نسبة معينة من المقاعد في هياكل الجبهة.