بعدما أنهى زيارته الى تندوف وقبلها الرباط والجزائر، تفيد كل المعطيات بعدم تحقيق المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء تقدما في هذا الملف، ويعتبر ما تبقى من جولته بزيارة كل من موريتانيا واسبانيا بروتوكوليا ومقدمة لإعلان فشل مهمته.
وكان كريستوفر روس قد بدأ جولته في العاصمة الجزائر الاثنين الماضي ثم انتقل الى الرباط يومه الأربعاء وثلاثة أيام بعد ذلك يوم السبت 28 نوفمبر الجاري قام بزيارة مخيمات تندوف، حيث عقد لقاءا مع الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز.
وفي مخيمات تندوف، ووفق وسائل الاعلام التابعة للبوليساريو، شدد زعيم هذه الحركة على استعداده لاستئناف المفاوضات ولكن شريطة التركيز على استفتاء تقرير المصير. وهو الموقف نفسه الذي وجده في الجزائر خلال لقاءه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ولم يطرأ أي تغيير على موقف المغرب باشتراطه استئناف المفاوضات بالحكم الذاتي حلا للنزاع بدل الاستفتاء.
وتبقى زيارة كريستوفر روس الى موريتانيا ولاحقا الى اسبانيا بمثابة زيارة بروتوكولية دون تأثير يذكر لأنهما يكتفيان بدعم مساعي الأمم المتحدة.
وعمليا، يعني المواقف المتشددة والمتضاربة للأطراف المعنية بالنزاع فشلا لمهمة كريستوفر روس. وبالتالي يبقى التساؤل العريض: ماذا سيقدم روس الى مجلس الأمن خلال اجتماعه قبل منتصف الشهر المقبل لبحث هذا النزاع بعد تأجيل الاجتماع مرتين خلال أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري.
وكان كريستوفر روس قد حمل مقترحا جديدا لا ينص على الاستفتاء ولا يتضمن الحكم الذاتي ولا الفيدرالية أو الكونفدرالية. ووجد معارضة شديدة من المغرب ومن البوليساريو. وقد يراهن على اجتماع واحد أو اجتماعين بين المغرب والبوليساريو وباقي الأطراف المعنية قبل معالجة مجلس الأمن الملف في اجتماع أبريلالمقبل بشكل معمق.
وهناك مؤشرات قوية حول احتمال انسحاب كريستوفر روس من هذا الملف بعد اجتماع مجلس الأمن في أبريل المقبل باستثناء إذا تلقى دعما قويا من طرف الأمم المتحدة والدول الكبرى تتعدى مرحلة الدعم المعني والسياسي لعمله الى دعم مباشر لمقترحات الأمم المتحدة التي يحملها والعمل على تطبيقها.