يرغب اليسار الراديكالي الأوروبي إقناع الاتحاد الأوروبي بتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، ويتزعم حزب بوديموس الإسباني هذه المبادرة التي لا تعتبر الأولى من نوعها بل تعود الى سنوات، لكن الجديد هو التغيير في الخريطة السياسية للبرلمان.
وخلال الأيام الماضية، تقدم نواب حزب بوديموس بمطالب الى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي فدريكا موغيريني وكذلك المفوضية الأوروبية تطالب بالتحرك من أجل إجراء الاستفتاء لحل نهائي للنزاع.
وفي الوقت ذاته، طالب الحزب بضرورة، وفق وكالة أوروبا برس، تعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي في نزاع الصحراء، وهذا الطلب كان مرفوقا بأسئلة من نوع لماذا لا تعالج الدول الأوروبية في اجتماعاتها ما وصفه الحزب ب “الاستعمار المغربي للصحراء”، ولماذا لا تحتج على المغرب عندما يمنع دخول أوروبيين الى الصحراء.
ويبقى الجديد هو ما يبديه حزب بوديموس من تعيين الاتحاد الأوروبي لمبعوث خاص في نزاع الصحراء على شاكلة مبعوث الاتحاد الإفريقي. ويعتبر حزب بوديموس الناطق باسم اليسار الراديكالي الأوروبي في ملف الصحراء بحكم أنه حزب اسباني، وكانت اسبانيا قوة استعمارية في الصحراء.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يطرح فيها نواب أوروبيون ضرورة تعيين الاتحاد الأوروبي مبعوثا خاصا في نزاع الصحراء، بل كانت هناك محاولات في الماضي وخاصة من طرف شخصيات إيطالية أساسا واسبانية التي تعتبر ضرورة تعيين الاتحاد الأوروبي مبعوثا خاصا به بحكم وزن هذا الاتحاد في السياسة المغاربية وبسبب وقوع النزاع في حدوده الجنوبية.
ويختلف الأمر هذه المرة لسببين، الأول وهو الحضور القوي والتدريجي لملف الصحراء في أجندة الاتحاد الأوروبي بسبب بناء جبهة البوليساريو لوبيات كبيرة متعاطفة مع أطروحتها. بينما السبب الثاني يتجلى في تغيير في الخريطة السياسية للبرلمان الأوروبي، حيث ارتفع عدد نواب الأحزاب اليسارية الراديكالية التي تعتبر من أشد المدافعين عن البوليساريو.
ويعاني الاتحاد الأوروبي منذ سنوات من سياسة غير ودية من طرف البرلمان الأوروبي في ملفات تتعلق بنزاع الصحراء مثل التقارير حول خروقات حقوق الإنسان واشتراط اتفاقيات الصيد البحري والزراعة بشرورط ترتبط بالصحراء.