ارتفع الحديث في الأسابيع الأخيرة عن احتمال توجه المغرب نحو السوق الروسية لاقتناء معدات حربية، ولم يتم حتى الآن التوقيع على أي صفقة اقتناء أسلحة بين البلدين. ومن المستبعد التوقيع صفقات أسلحة متطورة بل الاكتفاء بأسلحة تقليدية، وذلك بسبب رهان المغرب منذ مدة طويلة على السلاح الغربي وأساسا الفرنسي والأمريكي.
وفي غياب تصريحات رسمية مغربية وعادة لا تكون في حالة الأسلحة، تناولت الصحافة المرغبية والدولية خبر اقتناء المغرب لغواصة أمور الروسية وفي الوقت ذاته احتمال اقتناء المغرب لمدرعات من نوع BMP-3. وإذا كان الخبر الأول وهو تصريح جاء على لسان مسؤول في شركة المصنعة، فالثاني بدوره يعتبر حتى الآن تصريحات صادر عن مسؤول الشركة المصنعة لهذه المدرعات.
وفي الوقت الذي يجري الحديث عن صفقات مستقبلا مع روسيا، يستمر المغرب في توقيع صفقات مع الدول الغربية ويتلقى أسلحة غربية سبق وأن وقع عقودها في الماضي القريب. ومن ضمنها فرقاطات وطائرات مروحية ودبابات أمريكية وطلب معدات أخرى مثل طلبه لسفينة LCT من الشركة الفرنسية بيريو لحمل المدرعات والدبابات.
واستشارت ألف بوست رأي بعض الخبراء في الأسلحة حول ما يجري الحديث عنه بشأن توجه المغرب نحو الصناعة الحربية الروسية، ومن ضمن الأجوبة التي حصلت عليها “المغرب لم يؤكد حتى الآن وجود أي صفقة بشكل رسمي، ولكن هناك تأكيد من الشركة المصنعة للمدرعة، ولم تحدد قيمة الصفقة وعدد الوحدات التي يرغب فيها الجيش المغربي”.
ويضيف “الجيوش العالمية لم تتعود على تنويع مصادر الأسلحة، فهي عادة ما تعتمد مدرسة معينة الغربية أو الشرقية، فالمغرب اعتاد اقتناء أسلحته من الغرب والجزائر من الشرق، لكن التنويع يحدث وشريطة أن يشمل فقط أسلحة لا تعتبر ذات تكنولوجيا متطورة للغاية بل أسلحة كلاسيكية مثل الدبابات والمصفحات والمدافع ولا يمتد الى الطائرات والغواصات والفرقاطات والردارات”.
ومن ضمن الأمثلة، المغرب يمتلك طائرات مقاتلة أمريكية، لكنه لا يمكنه شراء رادارات روسية، لأنه في التسليح يحبذ وجود قطع حربية مكملة لبعضها البعض من نفس المدرسة، أي الغربية أو الشرقية.
وعمليا، البحرية العسكرية المغربية كلها من المدرسة الغربية وعلى رأسها فرنسا، ولا يمكن للمغرب اقتناء غواصة روسية لسببين: الأول، عدم ملائمة تكنولوجيا روسيا البحرية مع القطع البحرية الغربية التي يمتلكها، والسبب الثاني هو امتناع الغرب مستقبلا بيع قطع حربية حساسة للمغرب لأن وجود غواصة روسية سيعني احتمال تحكم البحرية فيها عن بعد والتجسس على الغرب. ومن المستحيل وقتها إشارك المغرب في مناورات حربية ومراقبة غرب البحر الأبيض المتوسط.
الانفتاح الدبلوماسي المغربي على روسيابسبب المشاكل الذي سببها له الغرب في ملف الصحراء وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، لا يعني انفتاحا للجيش المغربي على المدرسة الحربية الروسية خاصة العتاد المتطور مثل الطائرات المقاتلة والغواصات بل لن يتعدى القطع الكلاسيكية مثل الدبابات والمصفحات، وهو يمتلك مسبقا دبابات روسية.