المغرب بدأ بتكرار سيناريو تعويض فرنسا بإسبانيا الذي اعتمده سنة 1991 بسبب كتاب “صديقنا الملك”

الملك محمد السادس مستقبلا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند

عندما اندلعت أزمة بين المغرب وفرنسا سنة 1991 بسبب كتاب “صديقنا الملك” حول الراحل الحسن الثاني، قررت الرباط التقليل من العلاقات مع باريس والانفتاح على دول أخرى ومنها اسبانيا بالأساس. ويبدو أن هذا السيناريو يتكرر في الوقت الراهن.

وتمر العلاقات بين المغرب وفرنسا بسلسلة من الأزمات بدأت مع ملف ملاحقة القضاء الفرنسي لمدير المخابرات المغربية عبد اللطيف الحموشي بتهمة التعذيب وتشهد الآن حلقة جديدة تتمثل في ما يعتبره المغرب من “اعتداء معنوي” ضد الجنرال عبد العزيز بناني من طرف الضابط السابق مصطفى أديب الذي زاره في مستشفى فال دو غراس وترك له رسالة شديدة اللهجة.

وبدأت الأزمة بين المغرب وفرنسا تتخذ منحى مقلقا للغاية خاصة من طرف الرباط التي تعتقد في وجود مؤامرة لأطراف فرنسية لتقزيم المغرب سياسيا واقتصاديا. وفي ظل هذه التطورات، يلاحظ تكرار المغرب لسيناريو كتاب “صديقنا الملك” ويتجلى في رد فعل بتقليص مصالح فرنسا في المغرب لصالح اسبانيا.

وعمليا، بالتزامن مع الأزمة مع باريس، تتعمد الرباط تطوير العلاقات مع مدريد لاسيما وأن هذه الأزمة تتزامن ووصول ملك جديد الى اسبانيا، فيلبي السادس، حيث يجمد المغرب كل ملفات التوتر بما فيها على حساب سيادته، بهدف الدفع بالعلاقات الثنائية نحو أفق أحسن.كما يساعد ارتفاع التبادل التجاري وتجاوز اسبانيا لفرنسا ممولا رئيسيا للمغرب في هذا التوجه.

وكان سيناريو الحسن الثاني بالرهان على اسبانيا قد تعرض لنكسات أبرزها قرار مدريد منح الحكم الذاتي لسبتة ومليلية سنة 1994، الأمر الذي أثار الكثير من الاحتجاج من طرف الملك الحسن الثاني نفسه. كما كانت الهجرة السرية قد بدأت في تلك الفترة بالتحول الى مشكل في أجندة البلدين.

لكن بمجرد وصول جاك شيراك الى رئاسة فرنسا، عاد الملك الحسن الثاني الى التقليل من مصالح اسبانيا لصالح فرنسا. ومن ضمن الأسئلة المطروحة حاليا: هل سيراهن المغرب بشكل قوي على اسبانيا لتعويض فرنسا، أن أن الأمر يتعلق فقط بتنبيه من الرباط لباريس؟

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password