واشنطن نحو اتفاقية مع اسبانيا لجعل قاعدة مورون خاصة بقوات أفريكوم للتدخل في إفريقيا والمغرب العربي

قوات من المارينز تتدرب في قاعدة مورون دي لفرونتيرا

تنوي الولايات المتحدة تحويل قاعدة مورون دي لفرونتيرا في جنوب اسبانيا الى قاعدة عسكرية دائمة للقوات الأمريكية المختصة بالتدخل في النزاعات الإفريقية ومنها منطقة المغرب العربي. وترغب في توقيع الاتفاق مع حكومة مدريد قبل الانتخابات التشريعية المقبلة المرتقبة خلال نوفمبر القادم مخافة من وصول اليسار ورفضه التوقيع.

وأوردت جريدة الباييس في عددها ليوم الأربعاء وجود محادثات بين مدريد وواشنطن لتوقيع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين المقبل خلال زيارته لهذا البلد الأوروبي اتفاقية جعل قاعدة مورون دي لفرونتيرا العسكرية قاعدة لقوات “أفريكوم”، ومصادقة البرلمان عليها ليكون التواجد العسكري الأمريكي دائما وليس رهينا بوجود رخصة يتم تجديدها كل سنة.

وتعتبر قاعدة مورون دي لفرونتيرا الواقعة في إقليم اشبيلية جنوب البلاد قاعدة عسكرية مشتركة بين اسبانيا والولايات المتحدة، ويتمركز فيها 850 من قوات المارينز منذ سنوات. وكانت هذه القوات هي التي تدخلت في ليبيا منذ شهور لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية، وكان جرى جدل حول احتمال تدخلها في الجزائر في حالة توتر الأوضاع إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مما خلف ردود فعل جزائرية قوية ضد هذه الأخبار.

ويعتبر البنتاغون قاعدة مورون دي لفرونتيرا أساسية في مخططاته العسكرية الخاصة بالنزاعات في القارة الإفريقية، ويتعلق الأمر بقوات “أفريكوم”، حيث يريد الرفع من عدد القوات من 850 الى 3500 مارينز تحسبا لنزاعات مستقبلة قد تتعاظم.

وتأتي قاعدة مورون دي لفرونتيرا الثانية من حيث الأهمية في اسبانيا للبنتاغون بعد قاعدة روتا في إقليم قادش عند المدخل الغربي لمضيق جبل طارق لكونها قاعدة بحرية وجوية، وازدادت أهميتها بسبب احتضانها سفينة من سفن الدرع الصاروخي، حيث ستتحول الى أهم قاعدة عسكرية أمريكية في البحر الأبيض المتوسط.

ويوجد قلق وسط البنتاغون من التطورات السياسية في اسبانيا، فهناك احتمال قوي للغاية بفقدان اليمين الهيمنة السياسية في البرلمان والحكومة خاصة بعد تراجعه في انتخابات الحكم الذاتي والبلدية التي شهدتها اسبانيا الأحد الماضي. ونظرا لتمتع الحزب الشعبي المحافظ بالأغلبية المطلقة في البرلمان في الوقت الراهن ورئاسة للحكومة التي يتزعمها مارياو راخوي، يرغب البنتاغون التوقيع على الاتفاقية قبل الانتخابات التشريعية الإسبانية خلال نوفمبر المقبل.

وبعد انتخابات نوفمبر المقبل، سيكون من الصعب المصادقة على الاتفاقية العسكرية حول مورون. وفي حالة وصول اليسار وخاصة الراديكالي الى الحكم على شاكلة اليونان، فسيفقد البنتاغون كل أمل في تجديد الاتفاقية. وكان حزب بوديموس، وهو قوة سياسية جديدة مرشحة للفوز بالانتخابات، يهدد بالانسحاب من الحلف الأطلسي.

ويعتبر البنتاغون إفريقيا مرشحة لمزيد من التوتر نتيجة النزاعات الدينية التي تتخذ أشكالا إرهابية كذلك المواجهات بين الدول والانقلابات ومنها منطقة المغرب العربي، الأمر الذي يتطلب منه تواجدا مكثفا بالقرب من القارة السمراء، خاصة في وقت تكتسب فيه هذه القارة أهمية قصوى للدول الكبرى بسبب مواردها الطبيعية الضخمة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password