يستمر اهتمام الرأي العام المغربي بقضية الطيار ياسين بحثي الذي سقطت/أسقطت طائرته ف 16 التي يشارك بها المغرب ضمن ائتلاف عاصفة الحزم ضد اليمن، وتعددت الروايات الى مستوى غريب جدا حول مصير الربان وقدرة المظليين المغاربة، بينما الواقع يؤكد ضعف كوماندوهات عاصفة الصحراء وصعوبة، وليس استحالة، إنقاذه الطيار في الظروف الحالية.
وبدون قطع في صحة المعلومات، فالراجح جدا هو إسقاط طائرة ف 16 منذ أيام بحكم وجود آثار القذائف على هيكل الطائرة المنكوبة من خلال عرض الكثير من الصور وأشرطة الفيديو التي نشتها مواقع الصحافة اليمنية ومنها التابعة للحوثيين.
في الوقت ذاته، أقدم الجيش المغربي على السبق في الاعلان عن سقوط الطائرة وفقدانها، ولكنه لم يوضح السبب الحقيقي، علما أن الربان في حالة الحرب يكون على اتصال مع القاعدة الجوية وكذلك مع ربابنة المقاتلين المرافقين له. وسواء في حالة تعرضه للنيران أو خلل تقني، يخبر الربان القاعدة الجوية، فرادار الطائرة يخبره بأنه جسم حراري (قاذفة صاروخ) موجه له، فوقتها يقرر هل سيراوغ القاذفة أو سيضغط على الكرسي المظلي ويقفز من الطائرة.
وهناك حالة استثناء وتبقى فرضية مستبعدة جدا وهي احتمال فقدان الربان ياسين بحثي للوعي نتيجة أزمة صحية عرضية، وبالتالي استحالة التواصل مع القيادة، وهذا يعني كذلك موته المحقق بسبب سقوط الطائرة.
وكانت ألف بوست سباقة الى الحديث عن ضعف كوماندو إنقاذ الربابنة لدى دول عاصفة الحزم بسبب عدم جاهزية جيوش المنطقة بل البعض منها يعتمد على طيارين أجانب، كما أن فرق إنقاذ الربابنة هي من أصعب العمليات ولا تقوم بها سوى الدول الكبرى التي اعتادت المشاركة في عمليات السلام وفي شن حروب باستمرار مثل الولايات المتحدة.
ومن ضمن الأمثلة الحية، فشل دول التحالف ضد الدولة الإسلامية في إنقاذ الطيار الأردني معاذ قصاصبة منذ شهور عندما جرى إسقاط طائرته من طرف الدولة الإسلامية، وتعرض لانتقام إرهابي خطير.
وجرت العادة عندما يسقط طيارا، في حالة قفزه بالكرسي، فهو يحمل معه معدات للصمود خلال اليوم الأول والثاني ومنها كمية من الماء ومأكولات جافة تمنحه حراريات ونقوذ البلد الذي هو مسرح العمليات سواء لشراء صمت البعض أو شراء ما يلزمه في حالة ما إذا نجح في التخفي والتسرب الى مجتمع الدولة المعنية بالضرب. وفي حالة ياسين بحثي عمل صعب بعدما عمدت بعص الصحف الى نشر صورته، ويبقى التساؤل من سمح للربابنة بالتوفر على حساب في الفايسبوك يعرضون صورهم بشكل علني.
كما يتوفر الربان على أداة تواصل لايزر يتجاوب بها مع ربان الطائرة التي تبحث عنه، وبطبيعة الحال يكون في هذه الحالة في فضاء بعيد عن المدن.
وتقوم لاحقا طائرات مروحية بعملية إنزال لإنقاذ الربان، حيث عادة ما تتم ليلا، وينام الربان على بطنه ويداه فوق رأسه لتفادي أي مفاجأة، ويتم حمله الى الطائرة المروحية بعد التعرف عليه من خلال كلمة سر خاصة.
وتشرف على عملية الانقاذ فرق كوماندو متدربة وذات مستوى احترافي عال من القوات الخاصة مثل الروسية سبيتسناز والأمريكية نيفي سيل والبريطانية بشقيها ساس وسي بي سي، وهذا لا يتوفر لدول عاصفة الحزم. علاوة على هذا، فعمليات الانقاذ تتم عبر طائرات مروحية، علما أن القوات الحوثية قادرة على إسقاط هذا النوع من الطائرات وأسقطت ثلاث منها عندما اقتربت من الحدود.
ومن أشهر عمليات إنفاذ الربابنة، العملية التي نفذها النتاغون خلال مارس من سنة 1999، عندما نجح الصرب في إسقاط الطائرة الشهيرة ف 117، واستطاع الربان النجاة، حيث شارك في إنقاذه أكثر من خمس طائرات مروحية وطائرة أواكس قامت بالتشويش الإلكتروني على الصرب وكذلك رصد مكان الربان.
وخلال سنة 1995، استطاعت فرق كوماندو أمريكية من إنقاذ الربان الربان اسكوت أبرادي الذي كان قد تم إسقاط طائرته ف 16 في البوسنة.