أويل برايس: خمس سيناريوهات ستتحكم مستقبلا في أسعار النفط

صورة تعكس أسعار النفط

توقع موقع “أويل برايس” العالمي المتخصص بتغطية أخبار الطاقة حدوث تغييرات في أسعار النفط وسوق النفط الدولية وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار النفط بسبب تداعيات سياسية واقتصادية، والتي تعد أبرزها الاضطرابات والمشاكل الأمنية التي تعيشها كل من ليبيا والعراق والتي تنعكس سلبا على الإنتاج النفطي وأيضا بقبول دول الخليج للسعر المنخفض للنفط ومنتجات البترول.

ويقدم موقع “أويل برايس” خمسة سيناريوهات والتي قد تتحكم مستقبلا بشكل كبير في حركة النفط، حيث تعد أبرز السيناريوهات هي الزيادة المتوقعة التي ستطرأ على الطلب العالمي على النفط من قبل المستهلكين، فبحسب ما جاء به الموقع فان الصين والتي تعتبر ثاني أكبر مستورد للنفط بالعالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية من المتوقع أن يرتفع استهلاكها بحوالي 3 ملايين برميل عام 2020 مقارنة مع 2012 ولكن برغم من ذلك سيتباطأ اقتصادها.

في المقابل أعلنت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها حول ‘توقعات النفط على المدى المتوسط’ والتي حصلت وكالة الأناضول التركية على نسخة منه يوم الثلاثاء، عن توقعاتها بخصوص تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط سنويا إلى 1.1 مليون برميل خلال السنوات القادمة وحتى عام 2020، حيث توقع التقرير تباطؤ نمو الطلب على النفط من قبل الصين إلى أقل من 300 ألف برميل يوميا سنويا وحتى عام 2020.

هذا وقد فقدت أسعار النفط أكثر من 50 في المائة من قيمتها منذ منتصف العام الماضي، كما من المتوقع أن يستمر انخفاض أسعار النفط حسب ما أعلنته وكالة الطاقة الدولية في تقريرها. وبهذا سيكون المتضرر الأكبر هو  دول الخليج لاعتماد اقتصادها بنسبة كبيرة على تصدير النفط. وأيضا روسيا التي تعد من كبار  الدول المنتجة لنفط من خارج أوبك والتي تواجه عقوبات دولية مفروضة عليها في ضل انخفاض أسعار النفط الأمر الذي سيؤثر سلبا على اقتصادها.

والسيناريو الثاني الذي يقدمه موقع “أويل برايس” هو  توقعات بارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي وهو الأمر الذي سيساهم في الضغط على أسعار النفط وتراجع واردات النفط الأمريكية، إذ يرى خبراء طاقة أمريكيون بأن عمليات استخراج النفط الصخري قد تمكن الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 من تجاوز السعودية وروسا في إنتاج النفط وهو الأمر الذي قد يعيد رسم الجغرافيا السياسية للطاقة في العالم بأسره. هذا وقد ذكر تقرير لصندوق النقد الدولي أن وفرة الإمدادات من النفط الصخري أسهمت بنسبة 60 في المائة من الانخفاض المطرد للأسعار.

ويبقى السيناريو الثالث حسب موقع “أويل برايس” وهو المرتبط بالزيادة المرتقبة  في استهلاك الوقود والتي قد تؤدي بدورها إلى الزيادة في تكلفة النفط. علما أن عمليات استخراج النفط الصخري مكلف أكثر من عمليات استخراج النفط التقليدي.

والسيناريوهات الأخرى هي  ذات صلة بالاضطرابات الجيوسياسية في بؤر التوتر في ليبيا والعراق والتي تؤثر في العرض والطلب على البترول وبالتالي الأسعار. فكلما اختل التوازن بين العرض والطلب لصالح أحدهما انخفض أو ارتفع سعر البترول. وأيضا المتعلقة بقرارات منضمة  ‘أوبك’ بشأن سقف الإنتاج وهي قرارات ترتبط بمجموعة من الاعتبارات السياسية والاقتصادية،وفي المقابل تتهم بعض الدول العربية مثل إيران دول الأوبك بالتأمر لخفض أسعار النفط لأغراض سياسية وليس نتيجة الركود العالمي فقط والتي تصب في صالح بعض الدول الأخرى فقط.

وتتفاعل كل هذه السيناريوهات مع بعضها البعض لتجعل النفط يتبوأ دورا محوريا في تحريك الأجندات  الاقتصادية وليبقى الشغل الشاغل للحكام والرؤساء العالمين وصانعي القرارات في المنظومة الاقتصادية العالمية.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password