كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في البرلمان عن نيته زيارة المغرب قريبا لتطبيع العلاقات ومحاولة تجاوز الأزمة، ويأتي هذا التصريح بعد زيارة وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار باريس الأحد الماضي لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي شهدها هذا البلد الأوروبي وخلف مقتل 17 شخصا. وكانت المفاجأة الكبيرة هي انتقاد مبطن من وزيرة العدل الفرنسية للمغرب بسبب حظر كاريكاتير للملك.
وفي إطار محاولة تعزيز أمن فرنسا بعد التفجيرات، ترتفع أصوات ومنها سياسية وأمنية تطالب بتجاوز الأزمة مع المغرب. ووصل الأمر الى مجلس الشيوخ حيث طرح نائب من اليمين سؤالا حول مدى تأثير الأزمة بين الرباط وباريس على الأمن القومي الفرنسي، كما تضمن السؤال تركيا.
وأوضح فابيوس استعادة التعاون الأمني بين فرنسا وتركيا لمواجهة المتطرفين، وعلاقة بالمغرب يقول عميد دبلوماسية فرنسا “المغرب صديق للمغرب وفرنسا صديقة للمغرب، أنتم تعرفون أنه منذ فبراير الماضي وقعت أحداث، ونحن نعمل على تجاوز هذه الأحداث، ولم يتم ذلك بشكل نهائي حتى الآن”. ويضيف الوزير أن التعاون مع المغرب “غير مرتبط فقط بالصداقة التي تحدثتم عنها بل التعاون القضائي والأمني ضرورة لمواجهة الظاهرة (الإرهاب)”.
وكشف معالجة العلاقات مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار عندما حل بباريس الأحد الماضي، وفي إطار روح البحث عن حلول للمشاكل العالقة يقول في مجلس الشيوخ “قررت زيارة هذا البلد قريبا”.
وكان منتظرا أنه بعد اعتداءات باريس وزيارة مزوار لتقديم التعازي، بدء صفحة جديدة بين المغرب وفرنسا لتجاوز الأزمة القائمة بعدما قرر القضاء ملاحقة مسؤولين مغاربة بتهمة التعذيب، وتجهل الآليات التي سيتم اللجوء إليها الى تحقيق تفاهم خاصة في الملف القضائي.
في غضون ذلك، وقعت مفاجأة كبرى من طرف وزيرة العدل كريستيان توبيرا التي خلال مراسم تكريم تيغنوس، أحد ضحايا الهجوم على أسبوعية شارلي إيبدو انتقدت حظر الكاريكاتير في عدد من الثقافات والدول، وقالت “في روسيا تُمنع الرسوم التي تمس بالكنيسة، وفي السويد يمنع تمثيل الموت، بينما في المغرب هناك حذر كبير من رسم أو تجسيد الملك”.
والتزم المغرب الصمت ولم يعلق على وزيرة العدل تفاديا لمزيد من الأزمة، خاصة وأن تصريحات وزير الخارجية لوران فابيوس بزيارته للمغرب قللت منها.
مقال ذو صلة: