تعرض البرلمان الكندي في اوتاوا الاربعاء لهجوم مسلح ادى الى مقتل مهاجم وعسكري، في حين جددت الحكومة الكندية تحذيراتها من احتمال حصول هجمات ارهابية.
واعلنت الشرطة في العاصمة الكندية ان احد المهاجين قتل برصاص الشرطة بعيد الهجوم، في حين سادت اجواء من الذعر ساعات عدة بعد تداول معلومات عن وجود مسلحين آخرين داخل مبنى البرلمان الفدرالي الواقع في وسط العاصمة.
وقبيل الساعة العاشرة (14،00 تغ) اصيب احد الجنديين اللذين يتمركزان امام نصب الجندي المجهول المجاور للبرلمان برصاص المسلح، وسرعان ما توفي متأثرا بجروحه رغم محاولات المسعفين انقاذه.
كما اعلن وزير العمل جيسون كيني في تغريدة على تويتر ان عنصرا في الشرطة كان يحرس البرلمان اصيب بجروح في اطلاق النار داخل المبنى.
وفرض طوق امني مشدد على وسط المدينة وانتشر في ارجائه مئات الجنود مدعومين بآليات خفيفة، حسب ما نقل مراسل فرانس برس.
وطلب من سكان وسط اوتاوا الابتعاد عن نوافذ منازلهم ومكاتبهم لان احد المسلحين فر “على الارجح” الى سطح البرلمان حسب الشرطة. وشوهد قناصة من الشرطة ينتشرون على اسطح الابنية المجاورة من دون ان يتاكد وجود اكثر من مسلح.
وافادت وسائل الاعلام ان القواعد العسكرية اقفلت وطلب من العسكريين البقاء حيث هم وعدم التنقل بلباسهم العسكري.
وامام هذا الهجوم الفريد من نوعه في تاريخ كندا الحديث وضعت الدفاعات الجوية الاميركية الكندية في حالة تأهب “لكي تكون قادرة على الرد سريعا” على اي حادث جوي يمكن ان يحصل، حسب ما افاد مسؤولون عسكريون اميركيون.
وحسب شهادات متعددة فان المهاجم او المهاجمين اطلقوا النار في البداية على احد الجنود المتمركزين امام نصب الجندي المجهول قبل ان يسيطروا على سيارة رسمية للاقتراب من ابواب البرلمان، لان الاجراءات الامنية تحول دون دخول السيارات غير الرسمية الى المكان. وتمكن المهاجمون بعدها من الدخول الى المبنى المركزي للبرلمان حيث قاعة الاجتماعات.
وسمع بعد ذلك دوي انفجار قوي اتبع باطلاق نار غزير من عناصر الشرطة حسب ما جاء في شريط فيديو نقله صحافي يعمل في جريدة غلوب ان ميل، كان موجودا داخل البرلمان وصور الشريط بواسطة هاتفه المحمول.
وقال الموظف في البرلمان مارك اندري فيو لفرانس برس “دخل شخص البرلمان راكضا وكان عناصر من الشرطة يلاحقونه ويصرخون طالبين من الجميع الاحتماء” مضيفا انه سمع “نحو عشرين طلقة رصاص” اطلقت داخل البرلمان.
وقال متحدث باسم رئيس الحكومة ستيفن هاربر الذي يوجد مكتبه داخل المنطقة المطوقة امنيا ان الاخير اجلي من المكان وهو بخير. كما نقل الزعيمان المعارضان اليساري توماس مولكير وجوستان ترودو من الحزب الليبرالي الى مكان آمن.
وقال السناتور بيار هوغ بوافينو في تصريح صحافي ان رئيس الحكومة كان داخل قاعة البرلمان يشارك في الاجتماع التقليدي الاسبوعي لنواب وشيوخ حزب المحافظين الذي يقوده. واضاف ان رئيس الحكومة “نقل سريعا الى مكان آمن بعد لحظات قصيرة سادها الذعر”.
واجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بهاربر، في حين اعرب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون عن استهجانه للحادث في تغريدة له على تويتر.
وندد هاربر لاحقا ب”الهجوم المقيت” على البرلمان من دون ان يكشف عمن يمكن ان يكون وراءه.
وقال مدير مكتبه كارل فاليه ان هاربر التقى قادة المعارضة و”دان امامهم هذا العمل المقيت”.
ورفعت السلطات الكندية الثلاثاء درجة الحذر من هجوم ارهابي من الدرجة السفلى الى الدرجة الوسطى للمرة الاولى منذ عام 2010.
وجاء هذا القرار بعد مقتل عسكري واصابة اخر في سان جان سور ريشيليو في مقاطعة كيبيك بعد صدمه عمدا بسيارة كان يقودها شاب في الخامسة والعشرين من العمر قامت الشرطة بعدها باطلاق النار عليه وقتله. واعتبرت الحكومة الكندية الحادث عملا ارهابيا.
وهي المرة الاولى التي يقع في كندا اعتداء على علاقة بالتطرف الاسلامي.
وافادت اجهزة الاستخبارات الكندية ان الجاني يدعى مارتن رولو كوتور واعتقل في تموز/يوليو الماضي بينما كان يستعد للسفر الى تركيا. وهو واحد من بين نحو 90 كنديا موجودين حاليا على الاراضي الكندية ويشتبه بانهم قد يعدون لارتكاب اعتداءات.
ومن بين التسعين هناك 80 عادوا مؤخرا من مناطق حرب وخاصة من العراق وسوريا حسب ما قالت مطلع الشهر الحالي الحكومة الكندية.
ودعت الحكومة الكندية السكان الى توخي الحذر بعد ان قررت المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق.