أكد القائد العام للقوات البرية الإيرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان أن بلاده ستهاجم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق إذا اقتربوا من الحدود الإيرانية. يأتي ذلك بينما يواصل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن غاراته على مواقع تابعة لتنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وقال بوردستان إن تنظيم الدولة الإسلامية -الذي وصفه بالجماعة الإرهابية- “إذا اقترب من حدودنا سنهاجمه في عمق الأراضي العراقية ولن نسمح له بالاقتراب”، وفقا لما نقلته عنه السبت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية.
ويسيطر تنظيم الدولة على مناطق واسعة في خمس محافظات عراقية، من بينها ديالى في الشرق على الحدود مع إيران.
وتأتي هذه التصريحات عقب تأكيد للرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الجمعة في مؤتمر صحفي في الأمم المتحدة، أنه “لولا مساعدة إيران لربما كانت بغداد الآن في أيدي الإرهابيين”.
واكد الرئيس روحاني خلال مؤتمر صحفي له في نيويورك مساء الجمعة، أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب من خلال الغارات الجوية، معتبراً القصف الجوي ضد الجماعات الارهابية عملا استعراضیا لا فائدة منه.
ودعا، العالم للتخطیط الصحیح لمکافحة الارهاب واقتلاع جذوره، وقال: لقد جری القصف الجوي خلال الاعوام الماضیة آلاف المرات لمکافحة الارهاب لکننا الیوم نری الارهاب قد اتسع نطاقه واستقوی اکثر مما مضی.
وتابع الرئیس روحاني، ان من واجبنا الیوم التخطیط بصورة صحیحة ازاء هذا الخطر العالمي وان نعرف این جذوره ونعمل علی مکافحته بجدیة.
واکد ان المکافحة الاستعراضیة لا یمکنها ان توصلنا الی الاستقرار والامن في المنطقة وقال: ان للارهاب مصادر مختلفة لذا لو اردنا مکافحته فعلینا ان نقطع تلك المصادر ونبین کذب وسقم ما یقال في هذا العنف من الناحیة الایدیولوجیة.
واوضح الرئیس الایراني، علینا ان نعلم بان هذا العنف لا علاقة له بأي من الادیان السماویة ومنها الاسلام وان المکافحة للارهاب ملقاة في هذا الصدد علی عاتق العلماء والمفکرین والکتاب.
واکد ضرورة قطع المصادر البشریة للارهاب وان تعمل الدول الواقعة في طریق عبور الارهابیین بمسؤولیتها وواجبها بحیث لا تسمح للمجموعات الارهابیة من استقطاب الافراد من مختلف انحاء العالم، داعیا الدول التي دعمت الارهابیین او قامت القطاعات الخاصة فیها بسماح من الحکومة واطلاعها بتقدیم الدعم للارهابیین، ان تشعر بالمسؤولیة وتقطع الدعم المالي عن هذه الجماعات.
واضاف الرئيس روحاني، من الممکن ان یقول البعض بان الارهابیین سیطروا علی بعض المعسکرات والمصادر التسلیحیة للدول نفسها الا ان هنالك اسلحة بیدهم غیر موجودة في مخازن عتاد تلك الدول ومن المعلوم این صنعت ومن این جاءت.
وشدد الرئيس الايراني، علی جمیع الداعمین للارهابیین التوقف عن ذلك واضاف، ینبغي قطع المصادر الایدیولوجیة والبشریة والمالیة والتسلیحیة للارهابیین لان القصف الجوي لبعض النقاط لن یقضي علی الارهاب، مشددا علی انه ینبغي الا نفکر باعمال استعراضیة بل اعمال جذریة نقلع من خلالها جذور الارهاب.
وبشأن اجراءات ایران في مکافحة الارهاب قال: ان الارهاب سوف لن یقتصر علی منطقة الشرق الاوسط ولیس هو الان وراء ابواب الدول الاوروبیة فقط، بل یتحرك ایضا في قلب هذه الدول.
واضاف، انه وقبل ان تقدم دولة ما الدعم للشعب والجیش العراقي، کانت ایران في الاحداث الاخیرة في العراق سباقة ورائدة حیث لبت ایران دعوة الشعب العراقي وسارعت الی دعم الحکومة والشعب العراقي، ولو لم یکن ذلك الدعم والتنسیق لربما کانت بغداد الیوم بید الارهابیین.
وشکك باهداف القصف الجوي لسوریا واکد، ان من التناقض مکافحة مجموعة ارهابیة وتقویة سائر المجموعات الارهابیة، واضاف، الارهابیون سیئون کلهم، ولیس هنالك ارهاب جید وارهاب سيء بحیث یتم دعم مجموعة منهم تسلیحیا ویتم قصف مجموعة اخری.
واکد ضرورة وحدة الجمیع لمواجهة الارهاب وقال: علینا ان نتذکر بان القنبلة التی یجب ان نخشاها هي قنبلة العنف المهیأة للانفجار کل یوم في اي نقطة من العالم.
وفی جانب آخر من حدیثه اشار الی ان الشعب الایراني غاضب من سیاسات امیرکا التي کانت عدائیة تجاه ایران في الکثیر من المراحل واضاف، اننا ندعو الی ان تمضي سیاسات امیرکا علی الاقل في المسار الصحیح لمصالح الشعب الامیرکي لان هذا العداء تجاه الشعب الایراني لا یخدم بالتاکید مصلحة الشعب الامیرکي بل یعود بالضرر علیه.
واضاف، لقد قلت في تصریح آخر بانه لیس من المقرر ان تبقی العلاقة مع امیرکا متوترة وعدائیة دوما وعلی اي حال ستقام العلاقة بین البلدین یوما ما.