بلغ عدد قتلى النزاع السوري منذ اندلاعه وحتى نهاية أبريل الماضي أكثر من 191 ألف قتيل، وهي حالات موثقة، وبهذا يصبح هذا النزاع الأكثر دموية حتى الآن بعد العراق في القرن الواحد والعشرين. ورقم الضحايا مرشح للإرتفاع بسبب غياب حل وسوء الأوضاع بعد ظهور الدولة الإسلامية.
وجاءت هذه الأرقام في تقرير أعنلته اليوم نافي بيلاي، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة اليوم الجمعة في جنيف – وانتقدت حالة الشلل التي يتم التعامل بها مع المأساة السورية.
وأعربت بيلاي عن قلقها بسبب ظهور العديد من الصراعات المسلحة الأخرى في هذه الفترة من عدم الاستقرار العالمي، وأسفها الشديد من أن القتال الدائر فى سوريا وتأثيره الرهيب على الملايين من المدنيين في الدول العربية قد سقط من على شاشات الرادار الدولي.
وبهذا، يصبح النزاع السوري الأخطر في القرن الواحد والعشرين بعد الملف العراقي الذي خلف مئات الآلاف من القتلى سواء إبان الحرب الأمريكية-البريطانية على العراق أو المواجهات التي وقعت لاحقا وتستمر حتى يومنا هذا.
وتجاوز النزاع السوري بشأن عدد الضحايا نزاعات أخرى مثل الحروب البلقانية في البوسنة والهرسك وكوسوفو ويقترب من المجارز التي حدثت في رواندا.
وتشير كل المعطيات الى تفاقم الوضع في سوريا جراء عوامل أبرزها غياب مصالحة بين الأطراف المتنازعة علاوة على ظهور الدولة الإسلامية “داعش” التي رفعت من مستوى العنف والاغتيالات بشكل لم تشهده المنطقة من قبل.
وتسبب النزاع السوري في تشريد أكثر من ثلاثة ملايين مواطن سوري كما ترتب عنه ظهور الإرهاب بقوة من خلال استقطاب حركات مسلحة الشباب المسلم من مختلف مناطق العالم وخاصة العالم العربي وأوروبا.