ارتفع الحديث عن تدخل مصري-جزائري في ليبيا لإعادة الهدوء الى هذا البلد المغاربي الذي يعيش اضطرابات منذ رحيل الرئيس المغتال معمر القذافي عن الحكم في 2011. ورغم نفي القاهرة والجزائر، إلا أن هذا الاحتمال لا يتم استبعاده نهائيا.
وكانت أوساط سياسية جزائرية رسمية تحدثت عن تدخل مصري في شرق ليبيا، وانتقدت أي مغامرة عسكرية من هذا النوع. لكن المفاجأة الكبرى هو أنه بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى الجزائر خلال الماضي، ارتفعت الأخبار حول تنسيق بين البلدين للعب دور عسكري في استقرار ليبيا انطلاقا من أطروحة تاثر أمنهما القومي بما يجري في هذا البلد.
ونفى وزير الخارجية المصري سامح شكري منذ يومين الأخبار التي تتحدث عن تدخل عسكري في ليبيا، لكن النفي لا يعني استبعاد هذه الفرضية في حالة اتفاق دولي عربي-غربي.
وتنقل جريدة الخبر الجزائرية اليوم الأربعاء أن الجزائر قد توصلت من أطراف سياسية ليبية وازنة بطلب للتدخل العسكري. وتنقل الجريدة الخبر عن وكالة الأناضول التي تؤكد رفض الجزائر لهذا الطلب تماشيا مع عقيدتها بعدم إرسال الجيش الى الخارج.
وتعيش الدول الغربية وخاصة المتوسطية مثل فرنسا وإيطاليا واليونان قلقا حقيقيا بسبب ارتفاع الفوضى السياسية المسلحة في ليبيا والتخوف من تحول ليبيا الى دولة فاشلة تماما على شاكلة العراق وسوريا تهدد الأمن في غرب البحر الأبيض المتوسط بضفيته الإفريقية والأوروبية.
وتؤكد جريدة الوطن الجزائرية أن مصر والجزائر متخوفتان من ظهور الدولة الإسلامية “داعش” في ليبيا الأمر الذي سيجعل الوضع كارثيا من الناحية الأمنية والسياسية، وتضيف أنه لهذا السبب هناك فرضية التدخل العسكري مستقبلا.
ولا ترغب الدول الغربية التورط في تدخل عسكري في ليبيا ولهذا لا تستبعد تدخلا عربيا من دولتين جارتين الجزائر ومصر ولاسيما مصر التي لن تتردد في التدخل في شرق البلاد لتأمين قومها الأمني. وارتفعت دعوات في مصر في هذا الاتجاه تبرر التدخل لدواع أمنية قومية.