اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بممارسة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية التعذيب على مشتبه فيهم بالتورط في الإرهاب. وتأتي اعترافاته مع قرب إصدار الكونغرس الأمريكي تقريرا حول أساليب التعذيب بعد 11 سبتمبر والدول التي تورطت مع واشنطن. ومن المحتمل جدا أن يكون المغرب ضمن هذه الدولة بعدما أكدت تقارير حقوقية تورطه في الماضي.
ويؤكد باراك أوباما الجمعة من الأسبوع الجاري أنه بعد تفجيرات 11 سبتمبر كانت الاستخبارات تعيش ضغطا قويا بسبب هذه التفجيرات والخوف من حدوث اعتداءات آخر، ووقعت تجاوزات منها التعذيب ما بين سنتي 2002 الى 2006 إبان حكم الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الإبن. واعترف بأن هذه الممارسات منافية للقيم التي تدافع عنها الولايات المتحدة.
ويعتبر هذا ثان اعتراف للرئيس الأمريكي، إذ كان قد اعترف في البدء بالخروقات في سجن قاعدة غوانتانامو وعدم قانونيته والتزم بإغلاقه، ثم تاتي التصريحات الحالية التي أدلى بها يومه الجمعة.
وتأتي اعترافات باراك أوباما مع قرب صدور تقرير عن الكونغرس الأمريكي بحث أساليب التعذيب وانتهى الى نتيجة مفادها أن التعذيب لم يساهم في التقدم في مكافحة الإرهاب.
وسيصدر التقرير خلال شهر سبتمبر المقبل على الأرجح، وهو يتضمن أساليب التعذيب، ويجري الحديث عن الدول التي ساهمت في التعذيب باستقبالها مشتبه فيهم. ومن هذه الدول المغرب وبولونيا.
وعلاقة ببولونيا، أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في استراسبورغ الأسبوع الماضي حكما على بولونيا تدينها بسبب تورطها في برامج الاختطاف والتعذيب التي قامت بها الاستخبارات الأمريكية خلال العقد الماضي وكذلك تسهيلها معتقلات سرية. وفي الوقت ذاته، قضت على حكومة بولونيا تأدية مائة ألف يورو لصالح معتقلين واحد يحمل الجنسية السعودية والآخر فلسطيني.
والتقارير نفسها التي كانت تتحدث عن بولونيا، تحدثت عن احتضان المغرب لمعتقل سري في تمارة إما في مقر المخابرات المدنية أو بالقرب منها. ويجري الحديث عن نقل معتقلين من بولونيا وأماكن أخرى الى المغرب. وكان تقرير للبرلمان الأوروبي قد تحدث عن الرحلات السرية للمخابرات الأمريكية التي كان يحتضنها المغرب.
وكانت الواشنطن بوست أول من تحدث عن وجود سجن سري في المغرب يتسقبل معتقلي المخابرات الأمريكية، كما اعترفت المخابرات البريطانية بنقلها سجين الى المغرب لكي يخضع للتعذيب.
والفترة التي يجري فيها الحديث عن التعذيب تشمل جزءا من إشراف الجنرال حميدو لعنيكري على المخابرات ثم فترة وجيزة من إدارة أحمد حراري وكذلك المدير الحالي عبد اللطيف الحموشي، اي 2003 الى 2006.
ويجهل الموقف الذي سيتخذه المغرب الرسمي في حالة تضمين تقرير الكونغرس الأمريكي تورط المغرب في التعذيب هل النفي أم الاعتراف. ويقول معلق بسخرية “قد يتابع وزير العدل مصطفى الرميد الكونغرس بالوشاية الكاذبة بحدوث التعذيب”.