تميزت دول المغرب العربي بموقف واضح تنديدي تجاه العدوان الإسرائيلي مقارنة مع المشرق، ويتصدر المغرب هذه المواقف وهو الذي كان حتى الأمس القريب لا تصدر عنه مواقف قوية.
وشهدت مدن المغرب العربي تظاهرات تنديدية قوية بما يجري من عدوان ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، واتخذت تونس مواقف جريئة تختلف عن تلك التي ميزت حقبلة الدكتاتور زين العابدين بنعلي. وحاولت تونس جعل التطبيع جريمة منصوص عليها في الدستور.
وتستمر الجزائر في تشددها المبدئي من سياسة إسرائيل العدوانية من خلال تقديم مساعدات للفلسطينيين وإصدار تصريحات سياسية غير مهادنة لإسرائيل والغرب.
وتبقى المفاجأة الكبرى هي موقف المملكة المغربية بزعامة ملك البلاد محمد السادس الذي صدرت عنه مواقف متعددة آخرها في خطاب عيد العرش يومه الأربعاء عندما كرر التنديد بالعدوان الإسرائيلي، ومستعملا هذا التعبير “العدوان الإسرائيلي”.
وتناولت بعض الجرائد المغربية موقف المغرب المتميز ناشرة استعادة المغرب لدوره في القضية الفلسطينية بعيدا عن شعارات الأمس. وكتبت أن الملك محمد السادس يهتم بهذا الملف بصورة مكثفة منذ بداية السنة عندما احتضن قمة القدس بعد سنوات من التجميد. وكان المغرب يشهد موقفينين، موقف جريئ يمثله الشارع الذي يتضامن دائما مع فلسطين ويسجل كبريات التظاهرات في العالم مع القضية الفلسطينية، وموقف معتدل للمؤسسة الملكية التي تحاول إيجاد توازن في علاقاتها الخارجية.
وكانت الصحافة المغاربية قد أشارت خلال الأيام الماضية أن مواقف منحازة مع إسرائيل من طرف بعض التيارات الأمازيغية المتطرفة لم يظهر لها أثر، فقد تزعمت جمعيات أمازيغية معتدلة سياسة التنديد والاحتجاج في المغرب العربي.
وعموما، فمواقف دول المغرب العربي كانت أجرأ من دول الخليج العربي والشرق الأوسط عموما مثل مصر والعربية السعودية.