انتهت مشاركة البرازيل في كأس العالم التي احتضنتها البلاد بأسوأ الهزائم في تاريخ هذه اللعبة الشعبية وأمام جمهورها وعلى أرضها، وتأتي هذه الهزائم وعلى رأسها الهزيمة المرة أمام الماتنيا بسبعدة أهداف لواحد لتعيد البرازيليين الى الواقع المر الذي ينتظر البلاد ومنها الفساد والتبذير الذي واكب الاعداد لاحتضان المنافسات.
ومنذ مباراة الافتتاح التي جرت الشهر الماضي، لم يقنع المنتخب البرازيلي جمهوره والعالم رغم انتصاره على المنتخب الكرواتي بثلاثة أهداف لواحد. ومن مباراة الى أخرى ارتفع التشكيك في قدرات اللاعبين الى أن وقعت “الكارثة” ليلة 8 يوليوز الجاري، كما يسميها البرازيليون بانهزام منتخب القميص الأسفر أمام المنتخب الألماني بسبعة أهداف لواحد، وهي أسوأ هزيمة للبرازيل في تاريخ مشاركاتها في كأس العام وكأس القارة الأمريكية.
وحاول المنتخب البرازيلي استعادة شرفه بالانتصار على فريق قوي وهو الهولندي من أجل الظفر بالمركز الثالث إلا أن الهزيمة كانت في انتظاره ليلة السبت 12 يوليوز بثلاثة أهداف لصفر. وحصدت شباك البرازيليين عشرة أهداف في مباراتين، وهو ما لم يحدث نهائيا في جميع مشاركات المنتخب سابقا.
وتفيد تعاليق نقاد الكرة بافتقاد البرازيل لهالتها وهيبتها الكروية، فملاعب البلاد أنجبت نجوم العالم منذ الخمسينات حتى سنوات قليلة من بليه الى رونالدينيو، مرورا برفيلينو وزيكو وفالكاو وسقراطس وروماريو ورونالدو وريفالدو واللائحة طويلة، أما نجوم اليوم وعلى رأسهم نيمار وتييغو سيلفا فهم مجرد نسخ باهتة من نجوم أمس.
ومن العناوين التي جاءت في شبكات التواصل الاجتماعي وفي تعاليق القراء في مواقع الصحافة الرقمية “بعد التراجيديا الإغريقية نعيش التراجيديا البرازيلية”، في مقارنة بين مسرحيات تراجيديا الإغريقية مع ما يعيشه الشعب البرازيلي المهوس بكرة القدم.
ويبقى المشهد الذي جسد تراجيديا البرازيلية هو جلوس العميد دفيد لويس على ركبتيه في الملعب وهو يرفع يداه متسائلا عن “العقاب الإلاهي” الذي نزل على المنتخب البرازيلي. وكان اللاعب الأسطوري بليه محقا بقوله “الهزيمة أمام المانيا لا يفسرها إلا الله”.
لكن للاعب الأسطوري الآخر وهو روماريو الحائز على كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة رأي آخر، فهو يريد تفسيرات من الدولة البرازيلية والفيفا حول الفساد الذي واكب تنظيم كأس العالم، يرفع صوته قائلا أن فيدرالية كرة القدم في البرازيل تحولت الى دولة داخل دولة وفي تنسيق مع الفيفا.
وعمليا، لقد بدأ الحساب في البرازيل، نشطاء وحقوقيون يرغبون في فتح الفساد في واكب تنظيم المونديال، وهو ما ستعيش على إيقاعه البلاد سياسيا واجتماعيا الشهور المقبلة.