رئيسة البرازيل بعد الفوز: هل ستعترف بالبوليساريو كدولة كما يطالب البرلمان أم ستحافظ على الحياد

رئيسة البرازيل ديلما روسيف خلال انتخابات الأحد

تعتبر العلاقات الخارجية من الملفات التي ستوليها رئيسة البرازيل ديلما روسيف اهتماما خاصا بعد فوزها بولاية ثانية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي. ومن ضمن الملفات المطروحة فوق الطاولة، وإن كان ملفا ثانويا، مطالبة البرلمان لها وبالإجماع الاعتراف بما يسمى جمهورية الصحراء التي أعلنتها جبهة البوليساريو.

وفازت الرئيسية الأحد الماضي بفارق ثلاثة نقاط على المرشح الليبرالي أسنسيو نيبيفس، وهو فارق غير واسع عكس النسب المسجلة في الانتخابات السابقة. وتعهدت ديلما روسيف بالتفاهم المطلق مع البرلمان حول القضايا الحيوية والاستراتيجية للبلاد.

وركزت في برنامجها الانتتخابي على قضايا العلاقات الخارجية بحكم تواجد البرازيل في دول البريكس وهي المشكلة من الهند وروسيا والصين وجنوب إفريقيا علاوة على البرازيل

ومن الملفات المطروحة على طاولة الرئيسة مقترح البرلمان بالاعتراف بما يسمى جمهورية الصحراء. فقد صادق البرلمان البرازيلي بالإجماع في نهاية شهر غشت على قرار يطالب رئاسة البلاد الاعتراف بالبوليساريو كدولة. وذهب القرار أبعد بمقارنته قضية الصحراء بقضية فلسطين.

ويعتبر قرار البرلمان تحديا حقيقيا لسبيين، الأول هو دعم حزب العمال الحاكم للقرار في وقت لم يقف فيه أي حزب مع المغرب برفض المقترح، والثاني يتجلى في قيادة البرازيل لدبلوماسية أمريكا الجنوبية، إذ أن أي قرار ستتخذه سواء الاعتراف أم لا سيؤثر في باقي دول المنطقة. وحدث هذا في الملف الفلسطيني، حيث أدى اعتراف البرازيل بفلسطين كدولة الى اعترافات متتالية.

وكانت وثائق الدبلوماسية المغربية في تقييمها لقضية الصحراء في أمريكا اللاتينية، وهي الوثائق التي سربتها جهات تحمل هوية كريس كولمان24 في شبكة تويتر، قد أعرب المغرب عن ارتياح بشأن موقف البرازيل، ولكن هذا كان قد تصويت البرلمان وتعود الوثيقة الى السنة الماضية.

ويوجد احتمالان حول الموقف المستقبلي للبرازيل، الأول وهو استمرار البرازيل في رفض الاعتراف بالبوليساريو كدولة في تقليد للدول الكبرى التي تتخذ مواقف معتدلة للغاية في القضايا الدولية يتماشى ورسم صورة الدولة التي تأخذ كل القرارات بعين الاعتبار دون تسرع ودجون انحياز.

ويتجلى الاحتمال الثاني في الاعتراف بالبوليساريو دولة بحكم أن بعض الدول المؤثرة في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل وبوليفيا تعترف بالبوليساريو كدولة، وفي الوقت نفسه قد يحدث الاعتراف إذا ما امتثلت الرئاسة للبرلمان. وسينتج عن اعتراف البرازيل اعتراف آخر وهو التشيلي التي قام برلمانها بدوره بالمصادقة على قرار شبيه بالبرلمان البرازيلي خلال أبريل الماضي.

وتخضع البرازيل في ملف الصحراء لبعض الضغوط من دول مؤيدة لجبهة البوليساريو، وهذه الدول هي الجزائر وجنوب إفريقيا خاصة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password