بدأت كل المؤشرات تشير الى بدء انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية ضد السلطات الإسرائيلية، ويحذر المراقبون من خطورة هذه الانتفاضة لأنها قد تحمل طابعا مسلحا خطيرا. ويحاول رئيس السلطية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو السيطرة على الوضع دون نجاح حتى الآن.
وتسبب الجرائم الأخيرة التي وقعت في فلسطين وإسرائيل من اختطاف ثلاثة مواطنين إسرائيليين وقتلهم ثم قيام مستوطنين إسرائيليين باختطاف فتى فلسطيني أبو خضير وحرقه حيا في توتر لم تشهده فلسطين من قبل. وتسبب الجريمة الأخيرة في رد فعل فلسطيني قوي لاسيما في ظل تقاعس المنتظم الدولي على إدانة قوية للعملية على شاكلة إدانته لاختطاف الإسرائيليين الثلاثة. ومما يزيد في احتجاج الفلسطينيين هو الطريقة البشعة التي تم بها قتل الفتى، إذ جرى إجباره على شرب البنزين ثم إحراقه حيا، وفق التشريح الطبي.
ويحاول محمود عباس السيطرة على حالة الغضب من خلال التهديد باللجوء الى المحكمة الدولية ضد إسرائيل. ويحدث أنه المرة الأولى التي يقدم فيها رئيس حكومة إسرائيلي، وخاصة من طينة بنيامين نتنياهو، على تقديم التعازي لعائلة الفتى الفلسطيني المغتال أملا في ربح تعاطف جزء من الفلسطينيين.
وتكتب جريدة “فلسطين أونلاين” اليوم أن الانتفاضة الثالثة قد اندلعت بدون إذن فصائل أو قرار السلطة. وتنقل عن مواطنين عاديين أن المواجهات مع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية وكذلك القدس تستمر منذ أيام دون أن تحظى باهتمام إعلامي قوي بسبب ما يجري في العراق وسوريا.
وكانت منطقة فلسطين هي الوحيدة التي بقيت هادئة نسبيا في منطقة الشام والعراق رغم أن القضية الفلسطينية هي محرك الصراع . ولكنه في ظل قيادة فلسطينية ضعيفة وعاجزة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وفي ظل تواجد جيل جديد من الشباب فقد كل الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية، أصبحت الانتفاضة الثالثة تدق أبواب فلسطين.
وكان المراقبون يعتقدون في احتمال اندلاع الانتفاضة الثالثة مباشرة بعد اندلاع الربيع العربي، لكن الانقسام الفلسطيني القاتل بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية حال دون ذلك. وتساعد الظروف الحالية المتوترة وتجاوز الفلسطينيين سلطات حماس والسلطة على قرب انفجار حقيقي نحو الانتفاضة الثالثة.
لكن كل نواقيس الخطر تدق الآن، فالانتفاضة الثالثة ستكون مختلفة لا محالة. لا أحد يتكهن بعدم ظهور مليشيات مسلحة تفرض طابعا غير سلمي للانتفاضة الثالثة. فأخطر كوكتيل تشهده فلسطين هو وجود جيل من الشباب فقد الأمل وأمامه سهولة الحصول على شتى أنواع الأسلحة.