هل تحول المغرب الى ملجإ لزعماء الإجرام المنظم الإسرائيلي وسط صمت الدولة المغربية وأجهزتها الأمنية

عضو المافيا الإسرائيلية ميير ابرغيل خلال محاكمته سنة 2009 في القدس

كتبت جريدة هآرتس الصادرة في إسرائيل نقلا عن مصادر أمنية في بلدها أن المغرب بدأ يتحول الى وجهة رئيسية للملاحقين قضائيا ومافيا إسرائيل، وتقدر استثمارات هذه العصابات بحوالي 20 مليون دولار خلال المدة الأخيرة. ويبقى التساؤل، هل كانت تعل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية بهذا التواجد أم لا.

وتاريخيا، شكل المغرب جسرا للمخابرات وعصابات يهودية استغلت موقعه الجغرافي وتسامحه مع اليهود لجعل هذا البلد منبرا رئيسيا في عملياتها، إلا أن الأمر كان يبقى سرا في معظم الأحيان إلا في حالات ناذرة للغاية.

وبدأت الأضواء تلقى على المغرب في أعقاب انفجار فضيحة هروب الحاخام الإسرائيلي أليعازر برلند من المحاكمة في إسرائيل بتهم الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء والأطفال واستقدام عشرات من أتباع طائفته يشيفا المتطرفة. واضطرت السلطات المغربية الى ترحيله بطريقة مؤدبة بعدما رفضت تجديد إقامته، فتوجه الى دولة زيمبابوي.

وتؤكد الجريدة أن هذا الحاخام قد تلقى مساعدة قوية من طرف أحد زعماء اليهود في مدينة الذي تورط في غسيل الأموال في الولايات المتحدة الأمريكية.

هآرتس تنقل عن السلطات الإسرائيلية أن المغرب تحول الى وجهة رئيسية لعشرات الملاحقين من طرف القضاء بجرائم الإجرام المنظم، وأقام بعضهم بصورة تامة في المغرب والبعض اتخذ المغرب للإقامة المؤقتة فقط.

ومن ضمن الأسماء التي تتحدث عنها الجريدة ميير أبيرغيل عضو سابق في المافيا الإسرائيلية تخصص في الابتزاز بل ووصفته جريدة ذي غارديان في مقال خلال يوليو الماض بأحد أكبر مهربي المخدرات في العالم، ثم موشي شالمون دومراني التي تعتبره الشرطة عنصرا رئيسيا في مافيا جنوب إسرائيل.

وتكتب جريدة غلوبال فينانسياس دايلي أن أبيرغيل ودومراني كانا يتصارعان في إسرائيل من أجل السيطرة على الإجرام المنظم ولكن في المغرب وقعا على هدنة سلام بينهما.

صمت الدولة المغربية

وتستر المغرب على تواجد المجرمين الإسرائيليين في المغرب بل حصل بعضهم على جوازات مغربية مستغلين أصولهم المغربية. وعمليا، تدرك الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية بتواجد هؤلاء المجرمين، لكنها التزمت الصمت ولم تقدم على ترحيلهم بل تسامحت معهم.  ولم تتحرك الدولة المغربية لطرد الحاخام المتورط في جرائم جنسية بل فضحته الصحافة الإسرائيلية، وبعدها اضطرت الدولة الى ترحيله.

وهذا يطرح تساؤل عريض: هل التسامح التاريخي مع اليهود يمتد الى التسامح مع مجرمين يهود متورطين في عمليات الإجرام المنظم.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password