يتحفظ المغرب على تشييد جامعة كبرى في مدينة العيون لأبناء منطقة الصحراء المغربية، ويجري هذا في وقت تسعى فيه جبهة البوليساريو لبناء جامعة في مخيمات تندوف من خلال دعم جامعات دولية، وتجري هذه التطورات
ولا تتوفر وزارة التعليم على مخطط واضح زمنيا لبناء جامعة العيون مستقبلا وإن كان يجري الحديث عن مشروع ومخطط في الشمال الشرقي للمدينة، وهذا يعتبر مفارقة حقيقية بحكم شساعة منطقة الصحراء والاستثمارات المرتفعة في بنياتها التحتية والتسهيلات المالية لعدد من المواد منها الغذائية والطاقة. وتوجد كلية للشرعية في السمارة حديثة الإنشاء.
وهذا التحفظ يدعو لأكثر من تساؤل على ضوء معطيات الواقع المتمثلة في ارتفع عدد الطلاب الصحراويين بعدما ارتفعت ساكنة الصحراء بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين.
في الوقت ذاته، تؤكد التجارب أنه لا يمكن تنمية منطقة معينة بدون وجود جامعة. وبينما لا توجد جامعة في العيون، تتوفر مختلف مناطق المغرب ومنها مدن صغيرة على جامعات وإن كانت ليست متكاملة التخصصات أو كليات ملحقة بجامعات مركزية.
ومن باب المقارنة، فمثلث طنجة-تطوان-الرباط يضم ثلاث جامعات، والأمر نفسه مع المحمدية-الدار البيضاء-سطات، ثم الشريط الأطلسي من الجديدة الى أكادير مرورا بأسفي.
ويضطر الطلبة الصحراويون الى الانتقال الى الجامعات المغربية وعلى رأسها جامعتي أكادير ومراكش. ووفق التقديرات التي حصلت عليها ألف بوست، هناك ما بين ستة آلاف الى ثمانية آلاف طالب صحراوي في مختلف الجامعات المغربية.
وبينما لا تقدم الإدارة المغربية أي جواب على عدم بناء جامعة في العيون سوى مقولة أن دراسة الصحراويين في الشمال سيساهم في اندماجهم في مجموع البلاد، يفسر الطلبة الصحراويون القرار سياسيا، حيث يؤكدون تخوف الدولة من ارتفاع حدة تقرير المصير في صفوف الطلبة، علما أن نسبة منهم الآن عملت على استحضار أطروحة البوليساريو في كبريات الجامعات مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وخاصة أكادير حيث يتم إحياء مناسبات البوليساريو مثل تأسيس الحركة.
ويؤكد طلبة صحراويون لألف بوست أنه رغم ظاهرة ارتفاع تأييد المصير، فهذا لا يشكل سببا رئيسيا لتحفظ الدولة المغربية على بناء جامعة في مدينة العيون تضم التخصصات التي تحتاجها منطقة الصحراء.
ويؤكد طالب صحراوي يدرس في شمال المغرب “البوليساريو تعمل على إنشاء نواة لجامعة في مخيمات تندوف، ستكون مفارقة كبيرة إذا شيدت هذه الجامعة في وقت يستمر المغرب في عدم بناء جامعة في العيون لأسباب سياسية ضيقة”.