أعلن رئيس اللجنة الانتخابية الأوكرانية ميخائيل أوخيندوفسكي فوز الملياردير بيوتر بوروشينكو في انتخابات الرئاسة الأوكرانية. ويأتي إعلان هذا الفوز في وقت يعيش شرق البلاد ماوجهات مسلحة تقترب من الحرب الأهلية وتخلف عشرات القتلى. ويرى المراقبون أن الانتخابات الرئاسية تساهم في هدوء الأوضاع في العاصمة كييف وغرب البلاد وليس شرقها.
وقال المسؤول الانتخابي الأوكراني: “يوم 25 مايو/أيار تم انتخاب رئيس جديد لأوكرانيا، وهو بيوتر بوروشينكو الذي ستولى الرئاسة بعد انتهاء كل الإجراءات القانونية المطلوبة”. وأفاد أوخيندوفسكي أنه بعد فرز 90.01% من الأصوات بلغت نسبة بوروشينكو 54.22%، بينما حصلت منافسته الرئيسية يوليا تيموشينكو على 13% فقط.
واستبعد أوخيندوفسكي إجراء جولة ثانية من الانتخابات، مشيرا إلى أن النتائج المتوفرة تدل على تحقيق بوروشينكو انتصارا مؤكدا على منافسيه. وحل زعيم الحزب الراديكالي أوليغ لاشكو المرتبة الثالثة مع حوالي 9% من الأصوات. ويذكر أن مرشح حزب “الحرية” (سفوبودا) القومي المتشدد أوليغ تياغنيبوك نال نحو 1.2% فقط من الأصوات، أما زعيم “القطاع الأيمن” المتطرف دميتري ياروش فلم تبلغ حصته من الأصوات 1%.
وذكرت لجنة الانتخابات أن البيانات الأولية تشير إلى أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 60.55% من الناخبين المسجلين، ولكن ذلك في الدوائر الانتخابية التي جرى فيها التصويت فعلا، علما بأن الانتخابات لم تنجح في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، حيث أعلن المحتجون المناهضون للسلطة في كييف، حالة التأهب القصوى، ومنعوا فتح مراكز الاقتراع. ولم تتجاوز نسبة المشاركة في الدوائر الانتخابية بمقاطعة دونيتسك 14%، كما لم تعلن اللجنة أية بيانات حول نسبة المشاركة في مقاطعة لوغانسك. كما سجلت نسبة مشاركة متدنية في مقاطعتي أوديسا (46%) وخاركوف (48.9%).
وبالرجوع الى شخصية المرشح الأبرز في هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة بأوكرانيا المتأزمة، فمن الجدير بالذكر أن بيوتر بوروشينكو البالغ من العمر 48 عاما يلقب بـ”ملك الشوكولا” لامتلاكه عدة معامل لصنع الشوكولا في كل من كييف وفينيتسيا وماريوبل وكريمينتشوغ، وأيضا في روسيا وليتوانيا وهنغاريا، هذا عدا عن ادارته لشركتي سيارات في اوكرانيا ورئاسته لـ”القناة 5″ الاوكرانية ، اذ تقدر ثروته بـ1،3 مليار دولار. وولد بورشينكو في مدينة بولغراد في مقاطعة اوديسا، ويعتبر أيضا، عدا عن لقبه الاقتصادي “سياسيا من الوزن الثقيل”، اذ تبوء عدة مناصب سياسية بدءا من سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع وحتى وزير الخارجية، بالاضافة الى رئيس البنك المركزي ووزير التنمية الاقتصادية.
وتلخص برنامجه الانتخابي بالشعار القصير “العيش بشكل جديد” مفاده أن “التغييرات الجذرية ضرورية كما للبلاد ككل، كذلك لكل مواطن على حدة، ولكننا لن نستطيع تغيير اوكرانيا اذا لم نتغير أنفسنا، ولم نغير موقفنا من حياتنا وحياة دولة بأكملها”. ووعد بـ”برمجة كاملة للسلطة” بما فيه اجراء انتخابات برلمانية حتى نهاية العام الجاري واعلان لامركزية السلطة محليا.
أما بالنسبة الى السياسة الخارجية، فيعتبر بوروشينكو مهمته الأولية هي “الكفاح السياسي والدبلوماسي من أجل اعادة القرم والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية”. كما يولي أهمية خاصة لتأمين استقلال اوكرانيا في مجال الطاقة، وتنويع امدادات الغاز في وقت واحد مع تطوير الشركات والصناعات للحد من استهلاك الطاقة. ويؤكد الرئيس الأوكراني المحتمل أهمية الحفاظ على اللغة الأوكرانية لغة رسمية للبلاد، مشددا في نفس الوقت على حق اللغة الروسية، وضمانة التطور الحر لجميع اللغات في البلاد.
ومن جهة أخرى، أكد بافيل غوباريف “المحافظ الشعبي” لجمهورية دونيتسك الشعبية غير المعترف بها مقتل 35 فردا من عناصر الدفاع الشعبي في إحدى هجمات الجيش الأوكراني ليلة 26-27 ماي. وأفاد غوباريف على صفحته في “تويتر” أن الجيش الأوكراني استهدف شاحنة كانت تقل جرحى من أفراد الدفاع الشعبي قرب مدينة دونيتسك بقذيفة مضادة للدبابات، الأمر الذي أسفر عن مقتلهم.
وتابع أن المعارك تستمر في محيط دونيتسك، ويشارك فيها متطرفون من القطاع الأيمن يطلقون قذائف هاون على كل من يتحرك في الطرق، مشيرا إلى أن عمليات القصف أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.