تستمر جبهة البوليساريو في نهج استراتيجية الحصول على تأييد برلمانات سواء بشأن الاعتراف أو تأييد تقرير المصير، في وقت يركز المغرب على الحكومات دون الاهتمام بما يسمى “الدبلوماسية البرلمانية”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون أن ملف الصحراء المغربية مقبل على تغييرات جوهرية في حالة فشل المفاوضات الحالية، وتجمع كل الهيئات ويؤكد المراقبون على سنة 2015 منعطفا في هذا النزاع الذي يدوم أكثر من نصف قرن بعدما كان بين اسبانيا والمغرب وتحول لاحقا الى نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وبدأت الحرب الدبلوماسية تشتد، وتختلف طرق واستراتيجيات المغرب وجبهة البوليساريو التي تحظى بتأييد حقيقي وقوي من الجزائر في تحركاتها.
وتحاول دبلوماسية دولة المغرب التركيز على سحب بعض الدول الاعتراف بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” التي أعلنها البوليساريو من جانب واحد، وتحقق بعض النجاحات لكنها لم تنجح في كسب تأييد دولي كبير للحكم الذاتي باستثناء فرنسا وبعض الدول التي تقف الى جانب المغرب دائما، وهو ما تبين في القرار الأخير لمجلس الأمن حول الصحراء الذي لم يمنح أهمية لمقترح الحكم الذاتي.
ومن أهم نجاحات المغرب في الأونة الأخيرة تجميد دولة بنما العلاقات مع البوليساريو بصفتها دولة وإصدار بيان يؤكد على دعم مساعي الأمم المتحدة للبحث عن الحل.
وفي المقابل، تنهج جبهة البوليساريو سياسة مختلفة، ونظرا لصعوبة مخاطبتها الحكومات، فهي تركز على البرلمانات حيث تقدم أحزاب متعاطفة معها مقترحات للإعتراف أو تأييد تقرير المصير. وتنطلق استراتيجية البوليساريو من تأسيس لجن صداقة تكون في الغالب من اليسار والخصر للتحول لاحقا الى لجنة رسمية لدعم البوليساريو وتتقدم بمشاريع مثل الاعتراف أو تأييد المصير.
وخلال المدة الأخيرة، استطاعت الحصول على دعم قوي في مجلس الشيوخ في التشيلي وإيطاليا ثم في برلمان إيسلندا ومشروع ممثل في مجلس الشيوخ الكولومبي علاوة على تأييد متعدد من برلمانات أخرى وخاصة اللجنة المكلفة بالعلاقات الخارجية. وتركز على برلمانات في اليابان والبرازيل والهند.
ويتحدث البرلمان المغربي عن ديبلوماسية في مجال الصحراء، لكنه لم يتخذ مبادرات جريئة، وتشتكي الأحزاب والفرق البرلمانية من غياب مخاطب في وزارة الخارجية ولدى المحيط الملكي وغياب ميزانية قارة للعمل على سن استراتيجية لمواجهة البوليساريو.
ومن نتائج غياب الدبلوماسية الحزبية أو البرلمانية، عدم إصدار أي برلمان في العالم قرارا يدعم مقترح المغرب القاضي بالحكم الذاتي في الصحراء حلا لهذا النزاع.