دافعت الجزائر خلال لقاء شراكة مع الاتحاد الاوروبي احتضنته بروكسيل أمس عن اهميتها بلدا محوريا في المغرب العربي بفضل” توفرها على الطاقة وبفضل تأثيرها الامني والسياسي بمحيطها”. وطالبت أوروبا بالتعامل معها انطلاقا من هذا الاعتبار وانطلاقا من كونها ايضا قادرة على تأمين الطاقة للقارة العجوز، ولم تخف الجزائر في ذات المناسبة تطلعها إلى وضع شراكة شبيه بالوضع الذي يتمتع به المغر ب مع الاتحاد الاوروبي.، فيما يبرز كمطمح اخر غير معلن ويتعلق بضمان دعم سياسي اوروبي للمرحلة الاتية من حكم الرئيس بوتفليقة المريض الذي يواجه معارضة جزائرية واسعة سياسيا واجتماعيا في بلاده .
وهذا الاجتماع التي جرى أمس بين الطرفين يدخل ضمن الدورة الثامنة لمجلس الشراكة الثنائية، وهو الاجتماع الذي تمحور حول التعاون الاقتصادي والجوار السياسي، إضافة إلى التطرق المسائل الإقليمية والدولية وقضايا الجوار مع اوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحات لوزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة ادلى بها بعد الاجتماع ” إن الجزائر قد اكدت خلال اجتماع مجلس الشراكة على ضرورة الاخذ بالحسبان خصائصها كبلد محوري في المغرب العربي وبلد يتوفر على موارد اقتصادية هامة و لديه تأثير سياسي و أمني ضمن محيطه و الذي ساهم بقوة في الاستقرار و الامن الطاقوي لاوروبا.”
ولم تخف الجزائر في هذه المناسبة اهتمامها الكبير بالتقدم في شراكتها مع الاتحاد الاوروبي إلى وضع أفضل شبيه بالذي يتمتع به المغرب مع هذا التكتل الاوروبي.وبات هذا الهاجس واضحا من خلال تلميحات وردت في تصريحات رمطان العمامرة في الندوة الصحفية ببروكسيل والتي قال فيها:” اننا في خضم التحكم في مصيرنا على الصعيدين السياسي و الاقتصادي و لدينا مقومات كبيرة مقارنة بشركاء اخرين للاتحاد الاوروبي و نأمل ان نعامل بناء على ذلك” . وأضاف العمامرة انه يعتقد بان الرسالة قد وصلت الى شركائنا الاوروبيين”.
ويتزامن اجتماع الشراكة الثنائية الجزائري الاوروبي، مع تطورات ازمة اوكرانيا التي أثرت بشكل أساس على الامن الطاقي للاوربيين بسبب موقف روسيا الداعم للطرف الاخر من ازمة اوكرانيا، وامتداد الخلاف ليمس إمداد روسيا لأوروبا بالغاز. ورشحت هذه الاوضاع الجزائر لتكون مصدرا بديلا للغاز الروسي.
وسارعت دول اوروبية منذ بدا الازمة الاوكرانية إلى الجزائر من أجل بحث اتفاقيات في هذا الاتجاه وكانت اولى تلك البلدان إسبانيا التي سعت في منتصف أبريل الماضي بحث تعويض تبعات الازمة الاوكرانية على الطاقة المستوردة من روسيا بحكم القرب والجوار .
ولعل سعي الجزائر إلى تصدير نفسها للاوربيين في هذه المناسبة كمصدر للطاقة امن ، ليس هدفه فقط، حسب مهتمين بالشان الجزائري، البحث عن وضع شراكة متقدم بل ايضا لجلب دعم سياسي اوربي لنظام بوتفليقة الذي يواجه معارضة سياسية واجتماعية واسعة في بلاده.
ومن جهة اخرى يرى مراقبون انه بينما تسعى الجزائر في استغلال هذا الظرف، الذي يحيل على تبعات الازمة الاوكرنية على الطاقة المستوردة من روسيا ، لتحسين وضعها في سلم الشراكة مع الاوربيين، فإن تحديات اخرى كثيرة تعيق هذا المطمح حاصة انه يؤثر على معطى الطاقة ، منها صورة الاستقرار لدى الاوربيين عن الجزائر ، فمازالت معظم البلدان الاروبية تحذر رعاياها من السفر في بعض المناسبات إلى هذا البلد المغاربي لدواع امنية ، ناهيك عن الوضع السياسي في البلاد بسبب استمرا رئيس مريض وعاجز عن اداء مهامه الرئاسية بشكل طبيعي في قيادة البلاد وسط معارضة سياسة وشعبية ، إضافة إلى الاحتجاجات الاجتماعية والطائفية، مما يجعل المستقبل بنظر الاوربيين يخيم عليه كثير من الشكوك.