بعد إحراق الذات، مواطن مغربي في بني ملال يعرض نفسه للبيع تنديدا بالحكرة التي يتعرض لها من السلطات

مصطفة بوعدود عندما عرض نفسه للبيع في بني ملال

ليس مشهدا من مشاهد فيلم “12 سنة من العبودية” الفائز بالأوسكار في دورته الأخيرة، وليس مشهدا متواريا عن الأنظار بعرض إنسان للبيع في أماكن بعيدة في موريتانيا التي تشهد استمرار العبودة بطريقة أو أخرى بل يتعلق الأمر بمواطن مغربي بلغ به اليأس أن قام بعرضه نفسه للبيع في مدينة بني ملال احتجاجا عل الحكرة التي يعاني منها وبدأ الخبر يتخذ بعدا وطنيا ودوليا.

وتتلخص وقائع هذا الحدث في المعاناة التي يقاسيها مصطفى بوعدود وهو بائع متجول في مدينة بني ملال مع قائد المنطقة التي يعيش ويتشغل فيها، حيث اتهم وفق شريط فيديو وضعه في يوتوب القائد بإهانة كرامته والاعتداء المتكرر عليه الذي وصل الى المنزل والعائلة.

ودخل البائع المتجول في سلسلة من الاحتجاجات بلغت الإضراب عن الطعام لمواجهة القائد الذي يصادر المنتوجات التي يبيعها في مدينة بني ملال، وبعد فشله في ثني القائد عن هذه التصرفات وعدم اهتمام عامل المدينة بمعاناته أقدم على هذا الاحتجاج القوي في رمزيته وهو عرض نفسه للبيع أمام الملئ منذ يومين.

ويخلف هذا الشكل الجديد من الاحتجاج تحفظا ولكن الكثير من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي يعتبرونه قمة اليأس من دولة لا تحترم مواطنيها، بينما بادر المجلس الوطني لحقوق الإنسان الى مناشدة السلطات بفتح تحقيق سريع في معاناة هذا المواطن ووقف هذا الشكل من الاحتجاج المهين للكرامة الإنسانية.

ويشكل هذا الشكل الاحتجاجي تطورا في أشكال التعبير عن اليأس والظلم في المغرب، فبعد الاعتصام والدخول في إضراب عن الطعام ثم إحراق الذات، يتم اللجوء الى “قيام الإنسان بعرض نفسه للبيع” لمواجهة “الحكرة”.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password