قتلى وجرحى وإحراق ممتلكات في مواجهات مذهبية بالجنوب الجزائري والصحافة تؤكد “غرداية تحترق”

واجهة جريدة الشروق اليومي الجزائرية أمس

 تعيش الجزائر أوضاعا متفجرة في الجنوب بمنطقة غرداية حيث جرى تسجيل سقوط قتلى وإحراق ممتلكات، وعكست جريدة “الشروق اليومي” ما يجري بعنوان عريض في صفحتها الأولى أمس الخميس “غرداية تحترق”، بينما اعتاد الإعلام الرسمي التمويه بالحديث عن وقوف عصابات تهريب المخدرات وراء هذه المواجهات.

وتقع مدينة غرداية جنوب العاصمة بحوالي 600 كلم وتعرف بعاصمة الصحراء الجنوبية، وأصبحت منذ سنوات خبرا رئيسيا في الجزائر وأحيانا في بعض وسائل الاعلام الدولية بسبب المواجهات ذات الطابع الديني طائفي التي تشهدها، وبدا الأمر وكأ،ه يتعلق بمنطقة في الشرق الأوسط.

ويعيش في غرداية سكان من أصول أمازيغية يدينون بالمذهب الأباضي بينما يدين عرب المنطقة بالمذهب المالكي، وتتفجر بين الحين والآخر مواجهات على خلفية مذهبية محضة. واعتادت السلطات السيطرة على الأمر، ولكن الأباضيين يتهمونها بالميل الى المالكيين.

ولم تهدأ الأوضاع طيلة الشهور الأخيرة في مواجهات ثلاثية، بين الأباضيين والمالكيين، ثم بين قوات الأمن ضد طرف من الأطراف عندما تتعرض للهجوم بالزجاجات الحارقة والعنف المطلق. وسجلت هذه المواجهات منعطفا خطيرا هذا الأسبوع بعدما سقط أربعة قتلى آخرهم وفاة شاب في مستشفى غرداية أمس متأثرا بجروحه وإصابة المئات بالجروح، ووصل الأمر الى إحراقى الممتلكات وهروب الكثير من الناس من بعض الأحياء.

وتؤكد جريدة الخبر المحلية أن الوضع في غرداية أصيب بالشلل التام بعدما توقف النشاط التجاري وأغلقت المؤسسات التعليمية أبوابها وتوجد الإدارة العمومية في جمود تام، بينما أرسلت الحكومة الى المنطقة قوات أمنية كثيفة في محاولة للسيطرة على الوضع.

وحل وزير الداخلية الطيب بلعيز أمس الخميس بالمنطقة مرفوقا بمجموعة من المسؤولين الأمنيين لمعالجة الوضع المتفجر متوعدا بتطبيق القانون، لكن السكان سواء العرب أو الأمازيغ الميزابيين انتقدوا مجيئه واتهموه بأنه يجري فقط اجتماعات بروتوكلية بينما المنطقة تحترق.

ويتهم عرب غرداية الأمازيغ بالاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، ويطالبون باعتقال بعض رموز المجتمع الأمازيغي في غرداية. بينما تنقل جريدة “الخبر” أن رئيس حركة المواطنة، فخار كمال وجه”نداء استغاثة للعالم أجمع” جاء فيه أن ”الميزابيين يتعرضون لمجازر في ظل تواطؤ من الشرطة وغياب غير مبرر للدرك”، وأكد أعيان ميزابيون أن لجنة التنسيق المتابعة للميزابيين قررت مواصلة إضراب التجار، وأن الميزابيين هم أيضا كانوا في موقف الدفاع ولم ينفذوا أي اعتداء.

وتبحث الدولة الجزائرية عن تبريرات لتفسير ما يجري في غرداية، وقال بوعبد الله غلام الله، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن ما يجري لا علاقة له بالمواجهة المذهبية بل بالتوجهات السياسية للشباب الذين تحركهم أحزابا من وراء الستار.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password