تعيش فرنسا على إيقاع المواجهة الحادة بين الدولة الفرنسية وفنان ساخر ديودوني يحمل جنسية هذا البلد وهو من أصول إفريقية تمنعه السلطات الفرنسية يوميا من إحياء عروضه رغم شعبيته الكبيرة. وتنقسم البلاد بين مؤيد لقرار الحكومة بالمنع من خلال توظيفها “معاداة السامية” وبين معارض لإجراءات المنع دفاعا عن حرية التعبير.
وتتهم الدولة الفرنسية الفنان الساخر ديودوني بمعاداة السامية بسبب انتقاداته لسياسة اليهود وانتقاداته القوية للسلطات التي يتم تصنيفها ضمن “معارضة النظام”، وهو فكر في أوروبا يعارض شكل الدولة الحالي ويطالب بإزالته. وتصف الدولة الفرنسية من الرئاسة حتى بضع رؤساء البلديات مرورا برئاسة الحكومة ووزارة الداخلية أن عروض ديودوني تشكل خطرا على الأمن العام في البلاد.
وضغطت جمعيات يهودية على حكومة فرنسا لمنع عروض الفنان لأنه يؤدي “التحية النازية بشكل مقلوب”، وتعتبر ذلك معاداة للسامية. ولا يتردد هذا الفنان الساخر في الاعتراف بأنه يهاجم الصهيونية وليس اليهودية وينتقد شكل الدولة الحالي لعجزها عن وهذا يدخل في حرية التعبير.
ومنعت الدولة عروض ديودوني في عدد من المدن، ورغم أن قضاء مدينة نانت حكم لصالح ديودوني لإحباء عرضه ليلة أمس في هذه المدينة إلا أن وزير الداخلية قام باستصدار قرار من القضاء الإداري للبلاد ومنع العرض، متسببا في مواجهة القضاء العادي وزاد من الجدل. وقال مانويل فالس ليلة أمس الخميس أن “الجمهورية قد انتصرت بمنعها عرض ديودوني، وعروضه ليس فنا بل تشجيعا على التمرد السياسي”.
ويخلف المنع تنديدا واسعا وسط أنصار ومحبي هذا الفنان البالغ من العمر 46 سنة وهو من أم فرنسية وأب كاميروني، وتلقى عروضه إقبالا قويا لانتقاداته الحادة لعجز الدولة الفرنسية على تلبية مطالب الفرنسيين.
وقرر هذا الفنان الرد على المنع الحكومي اليوم بشريط فيديو في يوتوب سيسجل بدون شك معدلا مرتفعا من المشاهدة بعدما تناست فرنسا مشاكلها وأصبحت منقسمة حول ديودوني.