بصمت عدد من الشخصيات والهيئات السياسية والاجتماعية والرياضية المغربية مجرى العام 2013 بالمغرب بأفعالها ومواقفها وأحداث تسببوا فيها . وهناك طريقتان لاختيار هذه الشخصيات إما عبر استفتاء عام أو عبر مقاييس تعتمدها وسيلة الاعلام. وعادة ما تلجأ كل وسيلة إعلام الى مقاييس تعتبرها مناسبة. ونهجت ألف بوست في صياغة قائمة أبرز الشخصيات المغربية التي طبع العام 2013،وساهمت في رسم ملامحه الكبرى مقاييس ارتأت أنها مناسبة، وقد تختلف أو تلتقي مع وسائل إعلام أخرى.
وتختار ألف بوست 12 شخصية بعدد أشهر السنة ، وتعتمد في هذا الشأن معايير رئسيية على رأسها معيار الانتشار الإعلامي وطنيا ودوليا، ثم التأثير في المجتمع وخاصة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ثم إضافة إلى نوعية الفعل او الحدث الصادر ة عن الشخصية. وغابت هذه المرة عن قائمة ألف بوست للسنة 2013 ، هذه السنة بعض الفعاليات مثل رجال الفن الذين لم يصدر عنهم هذه السنة ما يسجل بعلامة نوعية الفن المغربي أو ثقافته أو قضاياه السياسية وا الاجتماعية، ولم يحضر في القائمة أيضا أي رجل او امراة اقتصاد مغربية في الوقت الذي يحتاج فيه المغرب إلى فكر اقتصادي خلاق لمواجهة التحديات الاقتصادية من أبرزها هذه السنة ارتفاع مديونية المغرب بشكل لافت. و غير ذلك فقد حضر في قائمة الف بوست شخصيات من قطاعات معرفية وإنسانية ووسياسية اجتماعية مختلفة .
وهذه هي القائمة التي تبلورت لدى فريق التحرير والعمل في ألف بوست :
-الحسين الوردي: يمكن اعتبار الوردي شخصية السنة بدون منازع، فقد بات أول وزير صحة في المغرب يقرر مواجهة لوبيات الدواء المغربية القوية ، ويضرب علي يدها المحتكرة لصحة المغاربة في بلد يعتبر فيه الدواء ترف وأغلى من الدول الأوروبية. و لم يتردد في الوقت نفسه، الوردي في تطبيق القانون على الأطباء ، وأحال عددا منهم على المجالس التأديبية لردع فسادهم، مثل إحالة طبيب وتقني تخدير من طنجة على المجلس التأديبي خلال شهر ديسمبر. الوردي اتخذ قرارات تهم قطاع الصحة الذي بدأ يتحول الى عامل يؤرق المجتمع المغربي ويسبب في الاحتججات والاضطرابات التي قد تسهم في مراكمة الاحتقان وجعل الأوضاع اجتماعيا تنفجر في المستقبل إذا لم تأخذ الدولة المغربية هذا الملف بالجدية الكافية مثلما أبان عن ذلك الوزير الوردي.
-الملك محمد السادس: حضر الملك بشكل لافت هذه السنة في ملفات سلبية وأخرى إيجابية. وتشكل سنة 2013 ناقوسا للملك لأنه تعرض للرقابة الاجتماعية بعد خطئ العفو على مغتصب الأطفال دنييل غالفان. ونجح الملك سنة 2013 في تجاوز أكبر امتحان في ملف الصحراء بعدما أقنع عواصم مثل موسكو وبكين بمعارضة مشروع واشنطن تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان.
-عادل تشيكيطو: بين الحين والآخر يتجدد النقاش حول طقوس البيعة التي لا يتردد البعض في اعتبارها مهينة للإنسان ومخالفة شرعا بسبب الركوع الذي يرافقها. ولم يسبق لأي مسؤول وخاصة من حزب إسلامي وهو الذي يفسر كل الممارسات دينيا وبالتالي يدرك جيدا معنى الركوع لغير الله أن رفض حضور البيعة. ولم يتخذ أي نائب أو مسؤول من الأحزاب التقدمية موقفا رافضا للبيعة بعدم حضور هذه المراسيم. لكن المفاجأة جاءت من نائب “عادل تشيكيطو” ينتمي الى حزب محافظ وهو حزب الاستقلال ليعلن أنه لن يحضر مراسيم البيعة لأنها مخالفة لما ينص عليه الإسلام. قرار تشيكيطو خلف ضجة إعلامية وسيكون له امتداد مستقبلا.
-شكيب الخياري: نادى منذ سنوات بتقنين القنب الهندي في وقت كانت دعوة مثل هذه تعتبر خروجا عن القانون، وعمليا تعرض لعقوبة السجن بسبب أفكاره هذه. واستطاع شكيب الخياري في نقل النقاش الذي تشهده بعض الدول حول القنب الهندي الى قبة البرلمان. وفي ظل تفهم بعض الأحزاب للمبادرة ومحاولة توظيفها سياسيا من طرف أخرى، فقد نجح هذا الشاب الريفي في إعطاء ملف القنب الهندي منعطفا تاريخيا نحو مأسسة زراعة القنب الهندي.
-حميد شباط: تختلف الصحافة في التعاطي مع الأمين العام لحزب الاستقلال بين وصفه بالشعبوي أو السياسي المحنك. ويكثر هذا السياسي من الظهور الإعلامي مما يجعله يسقط أحيانا في الابتذال. لكن ما يجعل شباط ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا سنة 2013 هو قراره الانسحاب من الحكومة بدون ترخيص من الملكية في وقت كان الجميع يعتبر فيه الانسحاب والاستقالة طابو من الطابوهات في السياسة المغربية. قرار حزب الاستقلال. وبغض النظر عن تقييم انسحابه من الحكومة، فقد أضاف شيئا جديدا للممارسة السياسية في البلاد.
-الجريدة الرقمية لكم: هناك محطات برزت فيها الصحافة الرقمية التي بدأت تتفوق في التأثير على الورقية، وستكون سنة 2013 منعطفا في تاريخ الصحافة الرقمية بفضل الخبر الذي نشرته جريدة لكم التي يديرها علي أنوزلا حول خبر العفو الملكي على مغتصب للأطفال دنييل غالفان. ونتج عن هذا الخبر هزة سياسية واجتماعية وضعت المؤسسة الملكية في موقف حرج أمام الرأي العام الوطني والدولي بعدما تناولت الصحافة العالمية هذا الحادث وجعلت الملك يتراجع لأول مرة عن قرار منذ وصوله الى العرش.
-الأمير هشام: يأتي اختيار الأمير هشام لأنه من الشخصيات التي تحضر بقوة في الاعلام بسبب مواقف لصالح الديمقراطية وحقوق الإنسان، مواقف تأخذ أهميتها من موقعه أميرا في أسرة حاكمة تقليدية وسجينة تقاليد بالية. لم يتردد الامير هشام في الكتابة عن ملف مغتصب الأطفال دنييل غالفان في وقت صمتت فيه أصوات وهيئات سياسية تقدمية ومحافظة، ولم يتردد في التضامن مع مدير لكم علي أنوزلا بينما تبنت أصوات سياسية تقدمية موقف الإدانة. وفي الوقت نفسه، خلق الحدث من خلال الاعلان عن مذكراته التي ستصدر خلال أبريل المقبل، ليكون أول أمير يكتب مذكرات عن المغرب الحالي، مؤسسا لتقليد جديد من الصعب أن يكون له امتداد وسط الأمراء الحاليين. ومن الانتقادات التي يمكن توجيهها للأمير تردده في تنظيم مؤتمرات في المغرب وإلقاء محاضرات.
-خديجة الرياضي: كرمت الأمم المتحدة خديجة بجائزة حقوق الإنسان خلال السنة الجارية وهي جائزة تمنح مرة كل خمس سنوات. وهو تتويج لمسيرة نضالية لكل المناضلين الشرفاء، وفي الوقت نفسه إشارة الى الدولة المغربية بأنها تعتمد مقاربة حقوقية تختلف عن المفهوم المتفق عليه دوليا لحقوق الإنسان.
-فريق الرجاء البيضاوي: عاش المغرب نكسات رياضية في كرة القدم جراء الفضائح التي مصدرها سياسي بسبب محاولة الدولة العميقة توظيف هذه اللعبة الشعبية لصالحها. ووسط هذه الفضائح، جاءت مشاركة الرجاء في كأس العالم للأندية البطلة التي أقيمت في أكادير ومراكش وتأهلها للعب النهاية ضد بايير ميونيخ لتمنح المغاربة لحظات افتخار ومصالحة مع الرياضية الوطنية.
-الأميرة للا سلمى: تشارك مختلف أميرات الأسرة الملكية في الأعمال الإنسانية والخيرية، لكن كريمة الملك للا سلمى أعطت منحى أبعد للعمل الإنساني، وقد يكون ذلك مرده الى أنها ابنة الشعب وتدرك جيدا أن الصحة والدواء ترف بالنسبة للفقراء للفقراء. فقد انغمست في محاربة السرطان بشكل تجاوز المفهوم المناسباتي الى اهتمام حقيقي.
– الحاج حاتم بنحمو: تعود المغاربة على سماع أخبار هم توجه مغاربة للقتال في سوريا وأفغانستان والعراق ومؤخرا اليمن. لكن الحاج بن حمو البالغ من العمر 70 سنة، يؤسس مفهوما إنسانيا أرقى “للتضحية والإباء “، مدفوعا بقيم الأبوة الصادقة والعطف الإنساني الفياض، ليقف في وجه الحرب والموت. يقرر هذا الشيخ الشجاع القادم من اعماق المغرب ينتقل في رحلة شاقة وطويلة من فاس إلى اليمن بحثا عن فلذات كبده : ابنته وواثنين من ابنائها (حفيداه احدهما مازال جنينا) ظلوا جميعا رهينة ظروف حرب لا تهدأ رحها بين السلفين والحوثيين . وظل الرجل على عزمه وإصاره في اليمن يتنقل بين بلداتها وبين سادة اطراف الحرب فيها احتة انتزع ذويه من اسنياب الحرب. واستهرت قصيته بين الماطراف المتحاربة التي قدرت همة الرجل واعلنوا في وقت ما احتراما له هدنة حتى سحب ابنته وولدها من قبل هيئة مدنية.
-عبد الله العروي: توارى عن الأنظار لسنوات، ولم تخلف كتبه الأخيرة صدى كبيرا وسط المجتمع، ولكنه عاد مع الجدل الكبير الذي خلفته دعوة أطراف مرتبطة بالمحيط الملكي للتدريس بالدارجة. كان مقنعا في حججه التي واجه بها صاحب الدعوة لتدريس الدارجة، لكن مشاركته في البرنامج التلفزيوني للدفاع عن التدريس باللغة العربية أكد أن المغرب في حاجة لخروج مثقفيه من العزلة الاختيارية.