تزداد الأزمة المغربية-الجزائرية توترا ويتراجع التعاون بين البلدين في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وتبقى نقط الالتقاء بينهما فقط في الأجندة الأمنية وبطلب وضغط من الدول الغربية، مثل مشاركتهما في اللقاء العسكري خمسة زائد- خمسة في البرتغال أمس الأربعاء.
وكانت الجزائر قد أعلنت مؤخرا عن قرار تجميد العلاقات السياسية مع المغرب، وبدأ يتجلى ذلك في إلغاء اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي في الرباط خلال نهاية نوفمبر الماضي ثم تصريحات الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني بتجميد كل الزيارات السياسية. وهذا مؤشر على تجميد العلاقات السياسية.
وفي غياب التعاون الاقتصادي الذي لم يشهد نهائيا نموا وفي تجميد للحوار السياسي، أصبح البلدان يلتقيان فقط في أجندة أمنية مفروضة من الدول الغربية.
في هذا الصدد، شارك المغرب والجزائر في اللقاء العسكري الذي احتضنته البرتغال أمس الأربعاء حول مجموعة 5 زائد 5 التي تضم دول المغرب العربي وجنوب أوروبا: اسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا ومالطا. والتقى وزراء الدفاع أو ممثلين عن الهيئات العسكرية لبحث التعاون العسكري في غرب البحر الأبيض المتوسط.
وانتهى اللقاء بمجموعة من التوصيات الأمنية-العسكرية بما فيها البيئية، ولكن يبقى الأساسي أن اللقاءات بين البلدين يقتصر فقط على ما هو أمني كما حدث في القمة الفرنسية-إفريقيا الأسبوع الماضي ثم تلبية الطلب الأمريكي بالرفع من التنسيق في مكافحة الإرهاب كما افادت وكالة أشوسيسد برس وتقارير إعلامية منذ أيام.
وفي وقت يتراجع فيه التعاون السياسي والاقتصادي، يكثف المغرب والجزائر من التعاون في محاربة الإرهاب ومكافحة الهجرة السرية وتأمين المراقبة العسكرية في غرب البحر الأبيض المتوسط.