جون واتربوري: مجازفة حقيقية الكتابة حول الحياة السياسية في المغرب والحفاظ على مسيرة جامعية في الوقت ذاته

الباحث الأمريكي جون واتربوري

كشف الباحث الأمريكي الشهير جون واتربوري صاحب كتاب “أمير المؤمنين، الملكية والنخبة السياسية في المغرب” غياب الجرأة في البحث في العلوم الإنسانية وخاصة السياسية في المغرب. وبهذا يلقي الضوء على أهم عائق يحول دون تطور البحث الجامعي بسبب الرقابة والخوف من الدولة في تناول مواضيع ومنها دور المؤسسة الملكية في فترات معينة من التاريخ مثل الحماية وحرب الريف.

وفي حوار مع مجلة تيل كيل العدد الأخير، كشف جون واتربوري أنه يتواجد في المغرب  للعمل على مشروع دراسة مقارنة بين التعليم الجامعي في مصر ولبنان والمغرب، وهي البلدان التي عاش فيها مدة طويلة. وقد أشاد في الحوار بكتاب “مذكرات أمير مبعد” للأمير هشام مؤكدا أنه سيكون مرجعا بسبب تحليله السياسي رغم الصخب الذي رافق الكتاب.

ويعتبر واتربوري أهم الباحثين الذين عملوا على المغرب بعد فترة الاستقلال خاصة وأنه لا ينتمي الى المدرسة الاستعمارية الفرنسية أو المدرسة الفرنسية المعادية للإستعمار، مما جعل كتابه المذكور حول المغرب مرجعا هاما لتحليل العلاقة بين النخبة والمؤسسة الملكية.

وحول وضع البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية عموما في المغرب، يجيب هذا الباحث أنه يوجد باحثون مغاربة متفوقون، ويضيف قائلا “لدي انطباع أنه مجازفة حقيقية الكتابة حول الحياة السياسية في المغرب والحفاظ على مسيرة جامعية في الوقت ذاته”.

وبهذا يلقي جون واتربوري، الضوء على أهم إشكاليات الجامعة المغربية في البحث في العلوم الإنسانية عموما. إذ تؤكد التجربة قصور الجامعة المغربية البحث في مواضيع شائكة مثل نزاع الصحراء المغربية، الفكر الجمهوري في المغرب، وكذلك ملفات تاريخية مثل تورط المؤسسة الملكية في تسهيل دخول الاستعمار عبر  توقيع السلطان عبد الحفيظ الحماية، أو دعم السلطان يوسف للحرب الإستعمارية في الريف وباقي مناطق المغرب.

وكان المفكر الراحل المهدي المنجرة قد استغرب من هروب المؤرخين المغاربة من التعاطي مع التاريخ المعاصر الى الوسيط، وفسر ذلك بخوفهم من التعرض لعقوبات ووقف مسيرتهم الجامعية.

وإذا كانت الصحافة المغربية قد حققت قفزة نوعية من خلال فرض نوع من حرية تعبير رغم التضييق الذي تمارسه السلطات من توظيف للإشهار والمحاكمات، فالبحث العلمي في العلوم السياسية بقي متخلفا عن هذه الظاهرة، علما أنه في الدول التي تعيش انتقالا سياسيا وتسعى الى الديمقراطية يكون البحث العلمي في العلوم السياسية في الجامعات هو الذي يقود نحو إرساء حرية التعبير.

مصدر الكتاب: تيل كيل

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password