يشهد البرلمان الأوروبي غدا الثلاثاء عملية التصويت على اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وتحولت الاتفاقية الى معركة دبلوماسية كبرى بسبب نزاع الصحراء رغم قيمتها المالية المحدودة جدا. وتبرزمعطيات خريطة التصويت أن البوليساريو سيخسر هذه المعركة بينما سيربحها المغرب ولكن بشروط مجحفة نسبيا.
وكان البرلمان الأوروبي قد ألغى اتفاقية الصيد البحري يوم 14 ديسمبر 2011 بعدما نجح اللوبي الموالي للبوليساريو في إقناع النواب بأن الاتفاقية غير قانونية لأسباب متعددة منها، النزاع القائم على سيادة مياه الصحراء والذي لم تحسم فيه الأمم المتحدة، قرار من القسم القانوني للأمم المتحدة بعدم شرعية ضم مياه الصحراء الى الاتفاقية ثم حرمان الساكنة الصحراوية من العائدات المالية للاتفاقية.
وشكل إلغاء ااتفاقية الصيد البحري أكبر الهزائم الدبلوماسية التي تعرض لها المغرب في نزاع الصحراء لأن الأمر يتعلق بمواجهة حصلت في فضاء يعتبر الشريك الرئيسي للمغرب.
واستغرقت مفاوضات تجديد الاتفاقية سنة ونصف، حيث شهدت معارضة قوية من دول شمال أوروبا وخاصة بريطانيا والسويد وهولندا والدنمرك وإيرلندا بل وحتى المانيا التي تحفظت عليها، بينما أيدت اسبانيا وفرنسا والبرتغال الاتفاقية.
وخلال يوليوز الماضي، جرى التوقيع على الاتفاقية بمفاهيم وشروط جديدة كشفت عنها دبلوماسية اسبانيا، وتتجلى في احترام المغرب لحقوق الإنسان في الصحراء، وتقديم فواتير تؤكد أن جزء من ميزانية التعويض التي تصل الى 40 مليون يورو يتم تخصيصه للصحراويين. وتتضمن الاتفاقية شرط إلغاءها في حالة إخلال المغرب بهذه الشروط.
والمثير أن وزارة الزراعة والصيد البحري المغربية لم تعقد أي اجتماع في البرلمان أو ندوة صحفية للكشف عن مضمون الاتفاقية للإعلام والرأي العام في المغرب.
وعمليا، لا يوجد إجماع حول تجديد الاتفاقية مع المغرب، فوزراء الزراعية والصيد البحري في دول شمال أوروبا صادقوا بعد شروط تتعلق بحقوق الإنسان وتوزيع التعويض المالي. وفي الوقت ذاته، شهدت لجنة الصيد البحري التابعة للبرلمان الأوروبي انقساما في صفوفها، بعدما صوت 13 عضوا لصالح الاتفاقية وعارضها ثمانية وتحفظ عليها نائبان يوم 27 نوفمبر الماضي.
وسيشهد البرلمان الأوروبي غدا نقاشا حادا حول الاتفاقية يتجاوز قيمتها المالية بكثير وسيكرز على رمزيتها السياسية. ووفق دراسة ألف بوست لخريطة التصويت وسط البرلمان الأوروبي، ستنتهي عملية التصويت بقبول الاتفاقية.
وهذا التصويت سيعني هزيمة دبلوماسية للبوليساريو والجزائر بينما سيربح المغرب الاتفاقية ولكن بشرورط أقرب الى سيف ديموقليس المعلق فوق رأسه.