بوتفليقة نحو ولاية رئاسية رابعة بتعديل دستوري دون استفتاء شعبي ومعارضة لا تقوى على تغييرالمعادلة

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

بينما تهيئ السلطة في الجزائر كل الأسباب لتمرير العهدة الرابعة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي أُعلن رسميا عن ترشحه للانتخابات المقبلة، عبر تعديل دستوري جاهز ومن دون استفتاء شعبي، تطالب في المقابل قوى جزائرية الطبقة السياسية المحلية بعدم ترشيح فاعليتها للانتخابات الرئاسية احتجاجا على ترشح بوتفليقة مجددا. غير أن دعوات ا لمعارضة تبقى من دون قدرة على تحقيق تضييق سياسي حقيقي على مناورات تكريس هيمنة الرئيس المريض، في ظل عدم وجود معارضة سياسية قوية، وفي ظل وجود ظروف إقليمية تطمئن لها السلطة في الجزائر خصوصا ما تعلق منها بحالة التعثر  التي تشوب مسار الربيع العربي.

 التعديل الدستوري وتمرير العهدة الرابعة لبوتفليقة دون استفتاء شعبي

على إثر إعلان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني عن ترشيح حزبه بشكل رسمي للرئيس بوتفليقة للاستحقاقات الرئاسية المقبلة في ربيع 2014، يجري الإعداد لايجاد السند القانوني والدستوري لهذا الترشح لعهدة رابعة لا يقر بها دستور البلاد الحالي، حيث ينتظر ان يتم تعديل بنوده وتطويع قوانينه لتصبح الولاية الرابعة  للرئيس”شرعية”.

و في هذا السياق ذكر مراسل القدس العربي بالجزائر نقلا عن مصادر مطلعة حسب إفادته ان “مشروع التعديل الدستوري جاهز على مكتب الرئيس بوتفليقة” للنظر فيه، قبل عرضه على البرلمان الذي  تملك فيه القوى الحاكمة الأغلبية من أجل المصادقة عليه.

 وتكشف ذات المصادر ان تعديل الدستور سيتم عرضه فقط على انظار البرلمان الجزائري  بغرفيته، دون استفتاء الشعب عليه. ويبرر حلفاء بوتفليقة  عدم استفتاء رأي الشعب الجزائري في امر تعديل الدستور “بمسالة قلة الوقت”، وعدم إجهاد الرئيس في حملات انتخابية.

ويطالب الأمين العام للحزب الذي رشح بوتفليقة، حزب جبهة التحرير، بالإسراع بتعديل الدستور والتعجيل بتنفيذه.

وعرف الدستور الجزائري تعديلا أول على عهد بوتفليقة في العام 2009 و كان للغاية ذاتها وهي تغيير بنوده حتى تسمح بولاية ثالثة انذاك للرئيس الجزائري  الحالي.

أحزاب تعترض من دون قدرة كبيرة على الفعل والحشد وتغيير المعادلة 

وبادرت قوى سياسية جزائرية على إبداء اعتراضها على ترشح بوتفليقة إلى ولاية رابعة، وانتقدت جملة من الإجراءات التي اتخذها النظام الحاكم في هذا البلد المغاربي لضمان استمرار بوتفليقة في السلطة.

في هذا السياق نقلت صحيفة الخبر الجزائرية عن رئيس جبهة العدالة والتنمية الجزائري عبد الله جاب الله دعوته للطبقة السياسية الجزائرية “عدم تقديم مرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، حتى يبقى بوتفليقة مرشحا وحيدا”.  وأضاف رئيس الجزب الإسلامي أن المشاركة في الاستحقاق في ضوء المعطيات الحالية تكرس الرداءة وتشجع التجاوزات من طرف السلطة”. واتهم المسؤول الأول في حزب العدالة والتنمية الجزائري بان المقربين السياسين من بوتفليقة قد بداوا في حملات انتخابية قبل الأوان في إشارة إلى نشاطات الوزير الأول سلال. واعتبر جاب الله في الحديث الذي نقلته عنه صحيفة الخبر أن كل التعديلات على هرم السلطة التي ادخلها بوتفليقة تصب في صالح تكريس هيمنته وبقائه.

ولا تملك المعارضة الحزبية في الجزائر قدرة سياسية كبيرة للوقوف في مساعي السلطة الحاكمة  الحالية لفرض الرئيس المريض على الجزائريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

بوتفليقة يستفيد من تعثرات الربيع العربي و من ترشح بلاده لكأس العالم

 وجاءت قرارات ترشح الرئيس بوتفليقة الذي مازل يعاني من تداعيات الجلطة الدماغية، ومهامه الرئاسية مازالت لا تمارس بشكل طبيعي، كما يرى مراقبون، متدرجة و محكومة بمنطق داخلي وإقليمي، خصوصا مع تحولات الربيع العربي التي آلت إلى الخلف.

 وكانت ظروف الربيع العربي ستجبر بوتفليقة على الأقل على عدم الترشح لولاية رابعة، غير أن التراجعات المسجلة ، كما جرى في مصر، وتمكن السوري بشار الأسد حتى الساعة من  الاستمرار في السلطة في دمشق و التوصل إلى “تقارب” مع واشنطن. جعل  السلطة في الجزائر تغتنم هذه الظروف لتعلن ما يمكن اعتباره فرض استمرار رئيس مريض على رئاسة البلاد.

ومع ترشح المنتخب الحزائري إلى كأس العالم ودخول البلاد في موجة انجذاب كلي تحت سحر التأهل، فإن السلطة الحاكمة ستجد الظرف مناسبا لتمرير تعديل دستوري دون استفتاء الشعب وضمان انتقال سلس لبوتفليقة من عهدة رئاسية ثالثة إلى عهدة رئاسية رابعة.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password