يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الجمعة الملك محمد السادس في أول لقاء بينهما، ويبدو أن البيت الأبيض يمتلك مسبقا صورة عن أجندة الملك بفضل اللقاء الذي جمع الأخير مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هافل. ويشكل اللقاء فرصة لمطالب متعددة جرى توجيهها الى أوباما بشأن الصحراء والاصلاحات السياسية.
وهذا اللقاء هو الأول من نوعه بين باراك أوباما والملك محمد السادس، ويأتي في ظل برودة العلاقات الثنائية علاوة على الاتصالات القليلة جدا التي حصلت بين الزعيمين ولم تتجاوز مكالمة هاتفية وبعض الرسائل.
ويمتلك أوباما صورة مسبقة عن مطالب الملك محمد السادس بسبب اللقاء الذي عقده الملك في مقر إقامته مساء الأربعاء من الأسبوع الجاري مع كل من وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هافل، حيث جرى بحث بعض المواضيع الثنائية أساسا وقضايا الشرق الأوسط وإن كان بشكل سريع. وكان البيت الأبيض قد أكد في بيانه عندما كشف عن اللقاء أن اللقاء سيتناول الإصلاح السياسي في المغرب والأمن والتطرف في شمال إفريقيا.
وحتى ليلة أمس الخميس، لم تخصص الصحف الأمريكية الكبرى مثل نيويورك تايمز والواشنطن بوست وتايم وسي إن إن خبرا للزيارة الملكية، لكن بعض الهيئات السياسية والحقوقية ونشطاء حقوقيين لم يترددوا في توجيه رسائل الى باراك أوباما للتأثير في الأجندة.
في هذا الصدد، تحركت الأطراف المؤيدة للبوليساريو ومن ضمنها أعضاء في الكونغرس الأمريكي الذين وجهوا رسالة الى باراك أوباما يحثون فيها الرئيس على ضرورة معالجة ملف الصحراء مع الملك، ومن ضمن ذلك بحث تقرير المصير وفرض آليات مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.
ووقع الصحفي المغربي أحمد بنشمسي والناشط الحقوقي إريك غولدستاين رسالة مفتوحة الى أوباما عبر مجلة فوراينر بوليسي يحثانه على مطالبة ملك المغرب تطبيق الإصلاحات السياسية التي أعلن عنها ولم تنفذ حتى الآن.
ومن جهتها، طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش، وهي منظمة حقوقية امريكية غير حكومية، الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة حث الملك المغربي محمد السادس، على المضي في الإصلاحات، والضرب بقوة على أيدي من سولت له نفسه انتهاك حقوق الإنسان بالمغرب .
وقالت إنه ينبغي للرئيس باراك أوباما أن يوضح للملك محمد السادس، ملك المغرب، أن دعم الولايات المتحدة لعملية الإصلاح في المغرب يعتمد على تجاوز الخطاب إلى تحقيق تغيير ملموس على الأرض، كما ينبغي أن تشمل الإصلاحات حماية قانونية أقوى للحقوق ووضع حد لإفلات أفراد الشرطة الذين يستخدمون العنف ويرتكبون انتهاكات أخرى من العقاب.
وفي المقابل، وقع مجموعة من سفراء الولايات المتحدة الذين عملوا في الرباط في مراحل مختلفة رسالة موجهة الى أوباما يطالبونه بالرفع من مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين والميل الى تأييد الحكم الذاتي كحل لنزاع الصحراء.
في غضون ذلك، تنتهي اليوم الزيارة الملكية الى واشنطن، وبعدما سيتم إخضاع القرارات الأمريكية الخاصة بالمغرب للمجهر لمعرفة هل هناك تقدم أم لا في العلاقات الثنائية.