مدريد غير راضية عن مستوى التعاون في الهجرة مع المغرب وتجدد دعم الأمم المتحدة في الصحراء

زوير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس رفقة المبعوث الأممي في الصحراء ستيفان دي ميستورا

جدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس دعمه لمساعي الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، وألمح إلى ضرورة منح مزيد من الوقت لبناء العلاقات مع المغرب لتكون قائمة على “تصور القرن 21″، مبديا عدم رضاه بشأن تعاون المغرب في مجال مكافحة الهجرة السرية خاصة في سبتة ومليلية المحتلتين.

وفي مؤتمر صحافي الثلاثاء من الأسبوع الجاري في العاصمة مدريد، قال الوزير في رد على سؤال حول التاريخ المرتقب لتحسين العلاقات مع المغرب بعد مصالحة الأخير مع المانيا، “نحن نبني علاقة القرن 21″، مضيفا “توجد اتصالات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.. وتتطلع إسبانيا والمغرب إلى بناء علاقة مكثفة وغنية تشمل عددا من القطاعات”.

وأكد الباريس وجود رغبة من الجانبين لتطوير علاقات ثقة، مستشهدا بخطاب الملك محمد السادس يوم 20 أغسطس/آب (ثورة الملك والشعب) حول بناء علاقة قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وكذلك الرغبة نفسها التي أعرب عنها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتيش.

وكان رد الوزير الإسباني على سؤال حول مستوى التعاون مع المغرب في مواجهة الهجرة وخاصة منع تسلل المهاجرين إلى سبتة ومليلية مثيرا للغاية، وفق ما أوردت وكالة أوروبا برس، إذ قال: “أنا غير راض عن ذلك، علينا الذهاب أكثر”. ويفتح جواب وزير الخارجية الكثير من التأويل، إذ يجري تأويله أن إسبانيا غير راضية على مستوى تعاون المغرب حاليا في مواجهة الهجرة وخاصة بشأن المدينتين المحتلتين وتريد التزاما أكبر منه.

وفي الملف الشائك المتعلق بنزاع الصحراء الغربية، أكد دعم ستيفان دي ميستورا المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في النزاع، وكشف أن مدريد وضعت طائرة عسكرية رهن إشارة المبعوث الخاص الذي سيقوم بجولة على أطراف النزاع ابتداء من الأربعاء 12 يناير الجاري. وفي رده حول موقف بلاده من النزاع لاسيما بعد الأزمة مع المغرب بسبب الصحراء، قال الوزير إن اسبانيا “تدعم البحث عن حل سياسي دائم ومقبول من الطرفين في إطار الأمم المتحدة”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية في نفس سياق الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي التي صادقت عليها الحكومة نهاية ديسمبر الماضي ، وتضع إطارا شائكا للعلاقات مع المغرب ينص على ما اعتبرته “احترام سبتة ومليلية” و”التعاون المخلص”.

وتمر العلاقات بين المغرب وإسبانيا بأزمة حقيقية اندلعت بعدما رفضت مدريد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعترافه بسيادة الرباط على الصحراء، ثم تساهل المغرب في دخول آلاف المغاربة إلى سبتة في مايو/ أيار الماضي.

ولا يوجد سفير في سفارة المغرب في مدريد منذ مايو الماضي. وكان من المتوقع أن تشهد العلاقات بين الجانبين تحسنا، إلا أن الاتصالات لم تفض حتى الآن إلى أي نتيجة ملحوظة بل يستمر كل طرف بالتشبث بموقفه.

Sign In

Reset Your Password