شارك الآلاف من الأساتذة المتدربين المغاربة في مسيرة احتجاجية، الخميس من الأسبوع الجاري ، بالعاصمة الرباط، ضد قرار للحكومة بفصل التكوين عن التوظيف، والمطالبة بالتراجع عنه.
وشارك في المسيرة، ما يزيد عن 10 آلاف شخص من الأساتذة الذي يدرسون في مختلف المراكز الجهوية للتربية والتكوين في المغرب (مؤسسات حكومية تعنى بتكوين أساتذة التعليم العمومي).
ورفعوا خلال المسيرة شعارات تطالب الحكومة بالتراجع عن هذا القرار، وتتهمها بتعريض خريجي هذه المراكز للعطالة بعد سنة من التكوين النظري والتطبيقي المؤهل لممارسة مهنة التعليم في مختلف مراحله الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وحضر هذه المسيرة الاحتجاجية بعض من عائلات الطلبة الأساتذة المتدربون، تعبيرا عن مساندة أبنائها في هذا الاحتجاج.
وعرفت انطلاقة المسيرة تدافعا بين المحتجين وقوات الأمن المغربي، بعدها أخلت هذه القوات الطريق للمسيرة التي جابت شارع “ابن تومرت” مرورا بمقر وزارة التربية الوطنية، ثم شارع “محمد الخامس” الرئيسي بالعاصمة الرباط، حيث يوجد مقر البرلمان المغربي.
وكانت الحكومة المغربية، قد أصدرت في تموز/يوليو الماضي، مرسومين (قانونيين) يقضي الأول بفصل التكوين في المراكز الجهوية للتربية والتكوين عن التوظيف المباشر في التعليم العمومي بالمغرب.
وقررت الحكومة ضرورة اجتياز مباراة عند انتهاء التكوين، والحصول على دبلوم في التأهيل التربوي، من أجل التوظيف في القطاع العام، بدل التوظيف مباشرة عند انتهاء فترة التكوين، ويقضي الثاني بتقليص منحة الطلبة من 2400 درهم ( 241 دولار)، في النظام القديم، إلى 1200 درهم (120 دولار) في الشهر.
وفي تصريحات سابقة لرئيس الحكومة المغربية “عبد الإله بنكيران”، أكد أن حكومته لا تعتزم التراجع عن مرسوميها السابقين، وشدد على أن هذين المرسومين، تطبيق للقانون القاضي بمنع التوظيف المباشر في الوظيفة العمومية بدون اجتياز مباراة.
ويعتبر الطلبة الأساتذة المتدربون أن نجاحهم في مباراة الدخول إلى المراكز الجهوية للتربية والتكوين، وقضاء سنة دراسية في هذه المراكز، واجتاز امتحان التخرج من المراكز، كاف بتعيينهم أساتذة في التعليم العمومي المغربي.
وفي تصريح للأناضول، قال “عبد المنعم ايت المسعود”، عضو التنسيقية الوطنية للمراكز الجهوية للتربية والتكوين، أمس، إن “الحكومة من خلال قراراتها تسعى إلى ترسيب 3000 آلاف أستاذ متدرب، من أصل 10 آلاف، من أجل دفعهم للعمل في القطاع الخاص، أو في الخارج، بدعوى فصل التكوين عن التوظيف”.
واعتبر أن مرسومي الحكومة “يكرسان سياسة التهميش الأساتذة”، مشددا بالقول “نريد حقنا الثابت والشروع في الوظيفة العومية”.
وبدوره قال “مبارك بروج” مسؤول إعلامي عن المسيرة، في تصريح للأناضول، “اليوم – أمس- نقوم بمسيرة وطنية من أجل إلغاء المرسومين المشؤومين، القاضيان بفصل التكوين عن التوظيف، وتقزيم المنحة”.
وأضاف أنه “بعد شهرين من المقاطعة الشاملة والمفتوحة، للدروس التطبيقية والنظرية بجميع المراكز الجهوية للتربية والتكوين، فإن وزارة التربية الوطنية لم تفتح معنا أي حوار، وهذا تعنت من الوزارة غير مفهوم”، واصفا تعامل الحكومة بـ”غير المسؤول”.
وقال إن الطلبة الأساتذة المتدربين مستعدون لسنة بيضاء، مضيفا “لن نعود للتكوين حتى نسقط المرسومين المشؤومين”.