فاز إيفو موراليس في الانتخابات الرئاسية في بوليفيا في الجولة الأولى وبفارق كبير تجاوز 37 نقطة عن منافسه الثاني، ويعزز هذا الفوز من وجود اليسار في الحكم في أمريكا اللاتينية ومن التغيير في السياسة الخارجية في المنطقة التي تتميز بمقاطعة الولايات المتحدة وإسرائيل والدفاع عن قضايا مثل فلسطين.
وتوجه أكثر من ستة ملايين بوليفي الى صناديق الاقتراع يوم الأحد الماضي لاختيار رئيس للبلاد، وانحصر الصراع بين إيفو موراليس عن الحركة من أجل الاشتراكية والذي يحكم البلاد منذ سنة 2006 وممثل اليمين المعتدل سامويل دوريا مدينا. وفي انتظار النتائج النهائية (ليلة أمس الاثنين فجر يومه الثلاثاء)، منحت النتائج الأولية التي نشرتها جريدة دياريو نت في موقعها الرقمي أمس الفوز لإيفو موراليس بنسبة 61% من الأصوات متبوعا بمدينا ب 24%.
وبهذا الفوز، يتحول إيفو موراليس الى أقدم رئيس في القارة الأمريكية الذي يمارس الحكم منذ سنة 2006. في الوقت نفسه هذا الفوز الذي منحه إيفو مرواليس الى روح الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز وكذلك الرئيس السابق لكوبا فيدل كاسترو يحمل الكثير من المعاني السياسية تتجلى في نجاحه في إحداث ثورة سياسية حقيقية في بوليفيا وفي مجموع أمريكا اللاتينية رفقة زعماء يساريين آخرين. وهذه الثورة السياسية تتجلى في:
-محاربة حقيقية وعملية للفساد ومحاكمة المفسدين مما جعل بوليفيا تنتقل من الدول الأكثر فسادا الى الأقل في أمريكا اللاتينية.
-نهج سياسة حقيقية في محاربة الفوارق الطبقية، مما جعل البلاد تشهد تراجعا للفجوة بين الفقراء والأغنياء بعدما كانت مثالا للفوارق الطبقية.
-إعادة النظر في السياسة الخارجية حيث قلل من التواجد والنفوذ الأمريكي في بوليفيا وانفتح على دول أخرى مثل الصين وروسيا والبرازيل. ويعتبر إيفو موراليس من مهندسي السياسة الخارجية في أمريكا اللاتينية رفقة زعماء آخرين منهم الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز وتمثلت في وضع حد للهيمنة الأمريكية ومناصرة القضية الفلسطينية. وتعتبر مواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية من أبرز التغيرات التي طرأت على السياسة الخارجية لبوليفيا وجعلتها تواجه واشنطن وأساسا إسرائيل، حيث طردت السفير الإسرائيلي من العاصمة لاباث خلال الاعتداء الإسرائيلي ما قبل الأخير على قطاع غزة. وكان إيفو موراليس قد قرر خلال شهر أب/أغسطس الماضي فتح سافرة فلسطينية في بلاده.
-ومن معالم ثورة بوليفيا تحت قيادة موراليس وضع حد لتدخل المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في رسم الاقتصاد البوليفي، حيث تحرر الاقتصاد من الوصاية الدولية.
وكان من نتائج هذه السياسة التي جرى نهجها خلال الثمان سنوات من الحكم هو المحافظة على نمو اقتصادي ثابت بمعدل 5،5% سنويا، والتخفيض من الفقر ب 15%. ونتج عن هذه السياسة رهان رجال الأعمال على الرئيس إيفور موراليس وإعادة ثقة المواطنين في المؤسسات وإحلال سلام اجتماعي بعدما كانت البلاد تشهد اضطرابات سياسية واجتماعية عنيفة.
وسيعزز فوز موراليس بهذه الانتخابات من قوة اليسار في أمريكا اللاتينية ومن قطار التغيير السياسي نحو مزيد من الاستقلالية في المجالين، الدبلوماسي والاقتصادي.