يعتزم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هذه الأيام القيام بجولة الى عدد من الدول العربية تحت مبرر تعزيز التعاون العربي، لكن الهدف الرئيسي هو محاولة استعادة نوع من الشرعية في أعقاب جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي. وقد رفض تونسيون الزيارة ونددوا بها.
وأكدت السعودية زيارة ولي العهد الى كل من البحرين والإمارات العربية ومصر، وهي من الدول التي تستفيد ماديا من السعودية مثل حالة مصر أو التنسيق في المخططات التي تهم الشرق الأوسط مثل الإمارات العربية أو مجرد دولة كومبارس ملحقة بمخططات الدولتين وهي البحرين. ويبقى المثير في هذه الزيارة هي تونس، حيث تؤكد الرياض رغبة ولي العهد وبأوامر من الملك محمد بن سلمان تعزيز التعاون العربي.
ويبدو أن زيارة ولي العهد لم تشمل دولتين ملكيتين وهما الأردن والمغرب بحكم العلاقات الباردة للرياض مع كل من عمان والرباط على خلفية قضايا متعددة منها سياسة ولي العهد الموصوفة بالمتعجرفة.
وتعتبر هذه الجولة تغطية على العزلة التي تعيشها العربية السعودية بعد الاتهامات الموجهة الى ولي العهد محمد بن سلمان بالتورط في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر الماضي.
ويخلف الإعلان عن زيارته الى تونس رفضا قاطعا وسط التونسيين، إذ يطالبون بتعليق هذه الزيارة. في غذون ذلك، بدأت حملة ب “لا أهلا ولا سهلا بصاحب المنشار” وسم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بتونس اليوم الجمعة على أثر خبر زيارة ولي العهد السعودي إلى تونس المقررة الأسبوع المقبل.
وقد اشتد الغضب في صفوف التونسيين بجميع أطيافهم من صحفيين وحقوقيين وحتى سياسيين، معبرين عن رفضهم القاطع وعدم ترحيبهم المسبق بمن أسموه بعدو الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية.
واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي زيارة محمد بن سلمان إلى تونس مسّا بديمقراطيتهم الناشئة، بل عدّها البعض عارا على المسار الديمقراطي التونسي الذي لا يقبل العودة إلى زمن الظلم والتعدي على الحريات.
وقال الناشط في المجتمع المدني لمين البوعزيزي للجزيرة نت “لسنا مزبلة للمجرمين، وسنتحرك لرفض هذه الزيارة وتنغيصها، فلا مكان بيننا لقاتل الشعب اليمني والمتآمر على ثورتنا، فتونس ملهمة الديمقراطية العربية زيارة محمد بن سلمان إهانة لها”.