لا يرغب مبعوث الاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء خواكيم شيصانو لعب دور الوسيط أو المسهل للمفاوضات بقدر ما يرغب في ممارسة الضغط على المغرب من أجل إجراء استفتاء تقرير المصير. ويرفض المغرب أي دور للاتحاد الإفريقي في النزاع منذ قبوله البوليساريو دولة في صفوفه.
وجاء في وثيقة للدبلوماسية المغربية تحمل تاريخ يوليوز الماضي وهي من الوثائق التي جرى تسريبها في موقع تويتر من طرف جهة تحمل توقيع كريس كولمان أن مبعوث الاتحاد الإفريقي وهو خواكيم شيصانو الذي شغل منصب رئيس الموزامبيق حتى سنة 2012 قد اجتمع خلال يونيو الماضي بنائب الأمين العام للأمم المتحدة جان إليسون وبحث معه نزاع الصحراء.
الوثيقة تسرد مضمون اللقاء، حسب المعلومات التي حصل عليها السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال، وتؤكد نية المبعوث الإفريقي من خلال مصارحة المسؤول الأممي أنه سيمارس الضغط على المغرب وليس الوساطة في نزاع الصحراء أو تسهيل المفاوضات.
وتضيف الوثيقة استمرار اعتبار الاتحاد الإفريقي لدولة اسبانيا قوة إدارية في نظر الاتحاد. وينطلق الاتحاد الإفريقي من اتفاقية مدريد سنة 1975 التي وقعتها اسبانيا مع المغرب وموريتانيا حول الصحراء الغربية ولم يتم تسجيلها في الأمم المتحدة على أساس أنها تصفية الاستعمار بل لم تقبل بها الأمم المتحدة وقتها.
الوثيقة تكشف كذلك عدم التزام المسؤول الأممي بأي اتفاق مع المبعوث الإفريقي ولكن جاك إليسون، وفق الوثيقة، يؤكد مطالبة زعماء أفارقة للأمم المتحدة بضرورة التوصل الى حل لهذا النزاع الذي يعتبرونه قد طال كثيرا.
وكان الاتحاد الإفريقي قد عين رسميا خواكيم شيصانو مبعوثا خاصا له في نزاع الصحراء خلال قمة مالابو في غينيا إيكوتوريال خلال بداية يوليو الماضي. ورفض المغرب التعيين، مؤكدا أن لا دور للاتحاد في هذا النزاع بعدما اعترف بجبهة البوليساريو كدولة. وفي الوقت ذاته، كان يعلم مسبقا باستراتيجية شيصانو الرامية لممارسة الضغط وليس الوساطة.
وقام مبعوث الاتحاد الإفريقي شيصانو بجولة شملت ما يسمى “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية” وهم فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا كما زار الصين بحثا عن حل للنزاع وعن دور للاتحاد الإفريقي في المفاوضات. وينطلق الاتحاد من أن نزاع الصحراء يقع في القارة السمراء، وبالتالي، فهو معني بالمشاركة في النزاع.
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، كريستوفر روس قد بدأ مفاوضات مع الاتحاد الإفريقي ودعاه للعب دور في النزاع، وبالتالي مهد لإنشاء منصب المبعوث خواكيم شيصانو الذي يرفضه المغرب.