انتفضت دول الاتحاد الأوروبي وخاصة الكبرى منها المانيا وفرنسا بعدما تأكدت المعطيات حول تجسس واسع النطاق تمارسه وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA ضد العالم ومن ضمن ذلك الاتحاد الأوروبي وقادته مثل الفرنسي فرانسوا هولند والألمانية أنجيلا ميركل. ولم يتردد الأوروبيون في اعتبار ذلك بمثابة حرب باردة حقيقية تتعرض لها أوروبا.
ورغم أن فضيحة تجسس وكالة الأمن القومي انطلقت في يونيو الماضي عندما نجح موظف هذه الوكالة إدوارد سنودن في تسريب ملفات تنصت ضخمة بعد هروبه الى الصين ولجوءه الى روسيا، إلا أنها بدأت تأخذ أبعادا خطيرة خلال الأسابيع الماضية بعدما بدأت تتسرب معطيات تؤكد إخضاع واشنطن قادة العالم لتجسس مستمر. وانفجر الملف الأول عندما تأكدت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بالتجسس عليها وألغت زيارته الى البيت الأبيض، ثم باقي رؤساء أمريكا اللاتينية.
وبدأ الملف يتخذ أبعادا قوية بعد تجسس الولايات المتحدة على الهواتف الخاصة لكل من رئيس فرنسا فرانسوا هولند والمستشارة الألمانية أنجليكا ميركل ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، حيث استدعت الدول الثلاث سفراء واشنطن المعتمدين لديها للاحتجاج. وصرح الرئيس الفرنسي هولند اليوم أن المعطيات كلها تؤدي الى تجسس الولايات المتحدة على الفرنسيين ومسؤوليهم، في إشارة الى نفسه.
وبدأت دول الاتحاد الأوروبي تتتحدث عن إجراءات قد تصل الى إعادة النظر في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعطيات، وصرحت أنجيلا ميركل للصحافة أنها اتصلت بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وأخبرته “أن الحلفاء لا يتجسسون على بعضهم البعض”.
ويرى عدد من المحليين في صفح مثل دير شبيغل والباييس ولموند أنه رغم انتماء الولايات المتحدة وأوروبا الى كتلة تاريخية وهي الغرب إلا أن واشنطن تمارس الحرب الباردة ضد القارة الأوروبية وأساسا فرنسا والمانيا.
ومن شأن انفجار فضيحة التجسس هذه أن توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا بل وكذلك بين مجموع العالم والولايات المتحدة لاسيما الدول التي تدافع عن سيادتها مثل الرازيل وجنوب إفريقيا.