يعيش اليمن هذه الأيام تطورات سياسية كبيرة بعدما قامت وحدات من الجنوب ضمن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الانفصالي بقِيادة عيدروس الزبيدي قصف عدن والسيطرة عليها، مما دفع بوزراء ما يعرف بالحكومة الشرعية الهروب الى مناطق من البلاد والتوجه بحرا الى جيبوتي.
وقد وصفت الحكومة التي تحمل صفة الشرعية عمل قوات الجنوب بالمحاولة الانقلابية ضدها والاعداد لانفصال الجنوب عن باقي اليمن.
والمثير في الأمر هو أن تقدم قوات المجلس الانتقالي الراغبة في الانفصال جرى بدعم قوي من الإمارات العربية المتحدة، فهذه الأخيرة هي التي وفرت الدعم العسكري القوي وخاصة سلاح الجو، حيث قصفت طائرات إماراتية القوات التابعة لما يسمى بالحكومة الشرعية.
وهناك إجماع لدى المحللين أن ما قامت به الإمارات يرمي الى استهداف وحدة اليمن وتشجيع انفصال الجنوب بعدما عجزت قوات التحالف العربي على هزم قوات الحوثيين المدعومة سياسيا وعسكريا من دولة إيران.
ويشارك المغرب في حرب اليمن الى جانب قوات التحالف، وهي الحرب التي تحمل “عاصفة الحزم”. وبعد فشل قوات التحالف في القضاء على الحوثيين بل والتسبب في جرائم ضد الإنسانية والآن تنتقل الى مرحلة محاولة تفتيت وحدة اليمن الترابية والوطنية، يطرح تساؤل عريض: هل سيستمر المغرب في المشاركة في حرب عاصفة الحزم؟
ويعارض جزء كبير من الرأي العام مشاركة المغرب في هذه الحرب، وكانت هناك تظاهرات ضد الحرب وتعاليق بالآلاف في شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بانسحاب المغرب. وباستثناء بعض الحركات السياسية مثل النهج الديمقراطي واليسار الاشتراكي الموحد والعدل والإحسان، تلتزم باقي الأحزاب الصمت أو أنها تؤيد موقف الدولة المغربية في دعم الحرب.