يبدو أن إسكات الشيخ القرضاوي لن تكون الخطوة الأخيرة التي تنويها قطر تجاه ملفها الشائك مع بقية دول الخليج الداعمة لانقلاب مصر العسكري، ويبدو أن تلك الخطوة ستتلوها خطوات أخرى لتنفيذ الاتفاق الذي سبق أن التزم به أميرها أمام ملك السعودية وأمير الكويت بسير الدولة الخليجية الصغيرة في ركاب الدول الخليجية، وعدم التغريد خارج السرب.
الشواهد على تغير سياسة قطر كثيرة، ليس أولها إسكات الشيخ القرضاوي الذي لطالما صبّ غضبه وسخطه على كل الدول الداعمة للانقلاب العسكري، وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة، وما خطبته الأخيرة ضدها منا ببعيد.
وليس آخر الشواهد على تغير سياسة قطر، ذلك التغير الذي طرأ على السياسة التحريرية لقناة الجزيرة “الأم” التي بدأت في التخفيف من تغطيتها للشأن المصري الساخن، ولم توله الاهتمام الأكبر، والتغطية الأبرز، وإنما استبدلت بأخبار مصر وثورتها أخبارا أخرى قد تبدو أقل أهمية، وهو شيء يلاحظه كل متابع لأدائها في الفترة القليلة الماضية.
الخبر الذي نشر اليوم الاثنين في الصفحة الأولى بالمصري اليوم بخصوص “طلب أمين عام الإخوان اللجوء إلى بريطانيا” قد يكون – إن صحّ – شاهدا إضافيا على تغير سياسة قطر تجاه الإخوان.
حيث جاء في الخبر أن الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين المتواجد حاليا بالعاصمة القطرية الدوحة منذ يونيو الماضي، قدّم طلب لجوء إلى بريطانيا برقم 017683690 وأنه ينتظر الموافقة على الطلب والانتهاء من جميع الاجراءات المتعلقة به استعدادا للسفر من الدوحة إلى لندن خلال الأيام المقبلة لتفادي التضييق من الحكومة القطرية التي بدأت تنتهج سياسة جديدة تجاه قيادات الجماعة.
الأيام القليلة القادمة قد تحمل شواهد أخرى على تغير الموقف القطري، سواء باستمرار إسكات القرضاوي أو بإبعاده عن السياسة واكتفائه بالوعظ، أو بأمور أخرى لا نعلمها، ولكن الشيخ تميم يعلمها.