أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب القاه في ذكرى عاشوراء الخميس ان مقاتلي حزبه “باقون” في سوريا “في مواجهة الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية”.
وقال نصرالله الذي ظهر شخصيا في اطلالة علنية نادرة وسط عشرات الالاف من انصاره الذين تجمعوا في الضاحية الجنوبية لبيروت لاحياء مراسم عاشوراء، “ان وجودنا في سوريا، ان وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الارض السورية، هو كما اعلنا في اكثر مناسبة بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية، وعن سوريا، حب المقاومة وسندها في مواجهة كل الاخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد”.
واضاف “ما دامت الاسباب قائمة، فوجودنا قائم هناك”.
ورفض مطالبة بعض الافرقاء اللبنانيين بانسحاب حزبه من سوريا واشتراطهم حصول هذا الانسحاب لتشكيل حكومة في بلد يعاني فراغا حكوميا منذ سبعة اشهر.
وقال “من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية، يطرح شرطا تعجيزيا، وهو يعرف ذلك. يجب ان يعرف الجميع اننا لا نقايض وجود سوريا ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في الحكومة”.
وتابع “عندما تكون هناك اخطار استراتيجية ووجودية تتهدد شعوب المنطقة، هذا الامر اعلى وارقى بكثير من ان يذكر كشرط للشراكة في الحكومة”، داعيا “الفريق الآخر الى الواقعية”.
وقال نصرالله بلهجة تحد “الآن يقولون لنا لن نشارك معكم في حكومة في ظل وجودكم في سوريا”، مضيفا “لسنا بحاجة لغطاؤكم من اجل وجودنا في سوريا لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا”.
ونقلت الصحف اللبنانية الاربعاء عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز خصوم حزب الله في لبنان، قوله ان “لا مشاركة في الحكومة قبل انسحاب حزب الله من سوريا”.
وتم في ابريل تكليف تمام سلام تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي. الا ان محاولات التاليف تتعثر بسبب الانقسام السياسي الحاد في لبنان بين قوى 14 آذار المناهضة لدمشق وابرز اركانها الحريري، وفريق حزب الله، حليف النظام السوري.
ورفضت قوى 14 آذار في البداية المشاركة في حكومة يتمثل فيها حزب الله الذي كان يمتلك مع حلفائه الاكثرية في الحكومة السابقة. ثم طالبت بحكومة حيادية لا يكون فيها اي من الطرفين.
الا ان الامور ازدادت تعقيدا مع الكشف منذ اشهر على تورط حزب الله في القتال داخل سوريا الى جانب النظام. ويقول خصوم الحزب ان هذا التدخل يناقض سياسة “الناي بالنفس″ التي كان لبنان اعلن انتهاجها في النزاع السوري خوفا من تداعيات امنية على ارضه.
ويشهد البلد الصغير ذو التركيبة الطائفية والسياسية الهشة توترات امنية متنقلة بين المناطق على خلفية النزاع السوري.