شهدت مدينة مراكش يومه الخميس 27 نوفمبر افتتاح المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان بالتزامن مع تظاهرة لجمعيات مغربية غير مشاركة نددت بأوضاع حقوق الإنسان، في حين تناولت أغلب الصحافة الدولية عدم المشاركة وعدم وجود احترام حقيقي لحقوق الإنسان في المغرب.
وبعد البرازيل التي احتضنت المنتدى العالمي الأول، ينظم المنتدى الثاني في المغرب. وتذهب التفسيرات في اعتبار المغرب يبحث عن ماركتينغ حقوقي لتزيين صورة النظام عالميا لاسيما وأن التقارير الدولية تصنف المغرب في مراتب غير مشرفة، بينما تؤكد الدولة وأنصارها وهيئاتها ومنها المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن البلاد قد قطعت أشواطا في حقوق الإنسان.
ويشارك آلاف المدعوين في هذا المنتدى ومئات الجمعيات من قرابة مائة دولة، ويتميز بغياب جمعيات مغربية نددت بما اعتبرته مناورة الدولة المغربية عبر المجلس الوطني لحقوق الإنسان في دفعها للمقاطعة.
وعمليا، عكس الافتتاح والتظاهرات المرافقة له هذا الوضع المتناقض للمغرب الحقوقي. فقد خصصت الدولة افتتاحا إشهاريا وأعلنت الدولة المغربية الانضمام الى اتفاقية مناهض التعذيب بشكل كامل من خلال التوقيع على البروتوكول الاختياري لمناهضة التعذيب.
وجاء خطاب الملك محمد السادس مستعرضا ما يعتبره محطات قطعها المغرب في أفق ترسيخ الحقوق في البلاد تماشيا مع المواثيق الدولية. وغلبت على نبرته مثل الخطابات الأخيرة الانتصار للجنوب ومحاولة تقديم رؤية انطلاقا من هذا الجنوب.
وتصطدم محاولات الدولة تقديم صورة وردية عن مجهوداتها الوضع الحقوقي بواقع آخر وهو ما يمثله الرفض المعبر عنه من أكبر الجمعيات الحقوقية في المغرب وأكثرها حضورا وفعالية في المشهد الحقوقي وطنيا ودوليا.
في هذا الصدد، تظاهر مئات من الحقوقيين في مراكش للتنديد بحصار الدولة المغربية على الهيئات الحقوقية التي لا تشاطر الدولة أطروحتها الحقوقية. ومن هذ الجمعيات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والعصبة المغربية لحقوق الإنسانعلاوة على نشطاء حركة 20 فبراير وتجمعات المعطلين وسياسيين من اليسار.
ورفع المتظاهرون شعارات قوية تندد بالوضع الحقوقي ولافتات كتب فيها “أهلا بكم في المغرب، دولة التعذيب والافلات من العقاب”.
وإعلاميا، باستثناء خبر الافتتاح الذب بثته وكالات الإعلام باقي الأخبار التحليلية القليلة في الصحافة الدولية كانت ذات نبرة انتقادية. فوسائل الاعلام الدولية التي تناولت المنتدى العالمي ركزت على الجمعيات المقاطعة وغياب احترام حقوق الإنسان في المغرب. في هذا الصدد، كتبت جريدة الباييس الإسبانية “الاحتجاجات تغطي على المنتدى العالمي لحقوق الإنسان”، وذهبت جريدة دياريو الإسبانية في الاتجاه نفسه بمقال معون ب “المغرب بوجهين، يحتضن منتدى عالمي لحقوق الإنسان دون احترامها. ومن جهتها كتبت جريدة ميديابار الرقمية الفرنسية بمقاطعة الجمعيات الحقوقية المغربية للمنتدى.