بداية تقارب محتشم بين المغرب وموريتانيا بعد ثلاث سنوات من الأزمة

الرئيس الموريتانيا محمد بن عبد العزيز وسط الصورة مستقبلا وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في الوسط

بدأ المغرب وموريتانيا تقاربا محتشما لتجاوز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وتعتبر زيارة وزير الخارجية صلاح الدين مزوار الى نواكشوط يومه الخميس بداية منعطف بعد ثلاث سنوات من الجفاء. ومن المنتظر أن يتوج التقارب بإعلان مورتانيا تعيين سفيرا لها في الرباط.

وفي هذا الصدد، استقبل الرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز وزير خارجية المغرب مزوار يومه الخميس الذي حمل له رسالة من الملك محمد السادس حول آفاق التعاون بين البلدين مستقبلا.

واكتفى الجانب المغربي والموريتاني بتصريحات بروتوكولية لا تكشف عن هذه الآفاق، ولكن كل المؤشرات تشير الى وعي البلدين باستحالة استمرار الأزمة، كما تشير هذه المؤشرات الى وعي كل بلد بمطالب الآخر.

والوعي هنا يعني تصحيح الخلل الذي قاد الى هذه الأزمة التي من عناوينها عدم تعيين نواكشوط سفيرا لها في الرباط منذ ثلاث سنوات، وارتفاع مواقف غير إيجابية من طرف الرأي العام الموريتاني نحو المغرب.

ومن خلال استعراض مختلف الأخبار التي راجت إبان الأزمة، تعاتب دبلوماسية موريتانيا المغرب على عدم تفهمه طموحات نواكشوط باستقلالية القرار في بعض القضايا الخارجية وأساسا الإقليمية دون ضرورة التنسيق مع الرباط. وتصر على التعامل بالندية.

ويهيمن شعور لدى الموريتانيين بأن المغرب يتعامل معهم باستعلاء بل ويتهمونه باللجوء الى منطق استعماري. ومن أبرز العوامل التاريخية التي ساهمت في هذا الشعور، اعتراف المغرب المتأخر بموريتانيا سنة 1969 بعدما كان يعتبرها إقليما مغربيا ورفض استقلالها. وتنتقد الكثير من المقالات التي نشرتها الصحافة ملك المغرب محمد السادس لأنه زار عدد من الدول الإفريقية دون موريتانيا.

وبدوره، يوجه المغرب انتقادات وعتابا لموريتانيا وأبرزها الاخلال بالتوازن في العلاقة بين المغرب والجزائر بالميل لهذه الأخيرة بشكل أضر بالعلاقات الثنائية. وامتعض المغرب من الصدفة الغريبة باهتمام الاتحاد الإفريقي بنزاع الصحراء وتعيين مبعوث خاص في ظل الرئاسة الموريتانية للاتحاد.

كما عمدت نواكشوط الى الرفع من مستوى العلاقات مع جبهة البوليساريو خلال السنة الأخيرة من خلال زيارات ثنائية واتفاقيات في الكثير من المجالات. وتعترف موريتانيا بجبهة البوليساريو.

وهكذا، تعتبر زيارة صلاح الدين مزوار بداية منعطف تقارب بين البلدين، فموريتانيا لا يمكنها الاستغناء عن جار قوي مثل المغرب يعتبر شريكا اقتصاديا رئيسيا، كما لا يمن للمغرب أن يسمح لنفسه باستمرار التوتر مع جار مهم في وقت يعيش أزمات مع الجزائر وفرنسا.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password