عرضت وسائل الاعلام الفرنسية شريطا للمنظمة الإرهابية القاعدة في المغرب الإسلامي حول اختطاف رهائن فرنسيين، وفي الوقت ذاته، اعتقلت الشرطة فرنسيا بتهمة الترويج للإرهاب في شبكة الإنترنت. ويسعف هذا في معرفة أفضل لحالة الزميل علي أنوزلا، مدير جريدة لكم الرقمية المعتقل على ذمة التحقيق بتهمة يفترض أنها إشادة بالإرهاب.
وقامت جريدة لوموند يوم 16 سبتمبر الجاري مثل مختلف وسائل الاعلام الفرنسية بنشر مقال حول الرهائن الفرنسيين المختطفين في منطقة الساحل لدى القاعدة في المغرب الإسلامي. والشريط من إنتاج هذا التنظيم الإرهابي، ويتحدث عن وجود رهائن مختطفين منذ مدة طويلة في منطقة الساحل الصحراوي. وتجدر الإشارة الى أن لوموند وضعت الشريط في موقعها ولم تنقله عن يوتوب، اي لا يوجد رابط.
وعمدت بعض وسائل الاعلام الى استعمال “تقنية التضبيب” على وجوه الرهان بينما عمدت أخرى الى نشر الشريط كما هو دون أدنى تغيير.
ولم تبادر النيابة العامة الفرنسية الى اتهام وسائل الاعلام الفرنسية بأنها تشيد بالإرهاب، وهي الحالة نفسها التي تتكرر مع جريدة الباييس في اسبانيا التي رفضت النيابة العامة في المحكمة الوطنية في مدريد فتح أي تحقيق حول شريط القاعدة في المغرب الإسلامي الذي جرى اعتقال علي أنوزلا بسببه.
وطريقة معالجة لوموند للشريط شأنها شأن هافتنغتون بوست ولوفيغارو يفند ويدحض تصريحات صحفيين ومسؤولين مغاربة الذين ينفنون نشر أشرطة في الصحافة الدولية. وتوج مئات الحالات في وسائل الاعلام مثل تغطية لوموند.
ومن جهة أخرى،ـ تعمل بعض وسائل الاعلام المغربية على توظيف اعتقال الشرطة الفرنسية لمواطن من هذا البلد الأوروبي الخميس الماضي كان يروج لتنظيم القاعدة، وتقارن حالته بحالة علي أنوزلا، وتدعي أن حالة الاعتقال هذه لم تؤدي الى احتجاجات في فرنسا، في حين أن الأمر يختلف جذريا.
ويتعلق الأمر وفق النيابة العامة في باريس بفرنسي اعتنق الإسلام وليس بصحفي بل عضو في جماعة إرهابية وكان يدير سرا موقعا رقميا باسم “أنصار الحق” يشيد بالإرهاب ويدعو الى الجهاد وويقوم بترجمة مقالات تنظيم القاعدة ويروج لها. واعترف هذا الفرسني الذي جرى اعتقاله في كالفادوس أنه هو المسؤول عن إدارة موقع أنصار الحق وهو الذي يترجم المقالات ويروج لها في إطار الدعاية.
وتسعف حالة لوموند في فهم أكبر لحالة علي أنوزلا ومدى عدم استيعاب بعض المسؤولين المغاربة للمارسة الإعلامية بين الإعلام والتحريض، وحالة لوموند تجعل تصريحات الذين يقولون بفرضية الانتقام من علي بسبب كتاباته تأخذ مصداقية أكبر.